أصدرت الجمعية الوطنية الفرنسية قبل أيام قليلة قانونا يمجدالعمل الإيجابي الذي قامت به فرنسا في مستعمراتها في شمال إفريقيا والمناطق الأخرى التي كانت تحتلها، وذلك في الوقت الذي كان من المنتظر صدور اعتذار فرنسي رسمي عن المذابح التي قام بها الجنود الفرنسيون في المغرب والجزائر وتونس وغيرها من البلدان التي احتلتها، وردا على هذه الخطوة الغريبة والمستفزة لإشادتها بالاحتلال الفرنسي وفظاعاته، من المنتظر أن يصدر البرلمان الجزائري غدا أو بعد غد لائحة تنديد بالقانون الفرنسي المذكور. لا نعتقد أن السلوك الفرنسي يخدم سياسة الجوار التي أعلنها الاتحاد الأروبي وقبل ذلك قيم الجمهورية الفرنسية وفي وقت تتعالى فيه أصوات الحوار والدعوة لترسيخ التعايش ونبذ منطق التفوق الحضاري، إن هذه الخطوة تستحق الإدانة الشاملة، ضمانة لكرامة البلاد وأرواح الشهداء الذين ناضلوا ضد الاستعمار وضحوا بالغالي والنفيس من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية.