تظاهر أكثر من 2000 مغربي ومغربية بكاطالونيا أول أمس الأحد بشوارع برشلونة، وذلك دفاعا عن مغربية الصحراء، وشجب المناورات الساعية لتضليل الرأي العام الإسباني والدولي بخصوص الواقع في الأقاليم الجنوبية المغربية، وإطلاعه على الحقيقة. وقد حج المغاربة ومن بينهم صحراويين كثر، من مدن وضواحي منطقة كاطالونيا وأراغون نحو ساحة كاطالونيا بوسط برشلونة بشكل سلمي وحضاري، حاملين العلم الوطني والإسباني وكذا الكطلاني، ومرددين شعارات مؤكدة مغربية الصحراء، ومنددة بكل ما يمس الوحدة الترابية المغربية، وذلك باللغة العربية والإسبانية. وقد ختمت التظاهرة التي تحولت إلى مسيرة بين ساحة كاطالونيا وساحة كولون بتلاوة بيان أكد فيه المتظاهرون أن المغرب فضل على الدوام حلا سياسيا للنزاع مع الجزائر بشأن قضية الصحراء، وأعلن علانية عن التزامه بالبحث عن حل سياسي تقبله كل الأطراف المعنية ويحفظ وحدته الوطنية، وأنه يمكن لسكان الأقاليم الصحروية من التدبير المباشر لشؤونهم المحلية بشكل ديمقراطي، في إشارة إلى عزم المغرب على انتهاج الجهوية، في تدبير الشأن المحلي وأوضح البيان بأن الموقف المغربي المذكور حظي بدعم إريك يانسون الممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، و الذي جدد تأكيده أخيرا بمدريد على أن الحل الأمثل لقضية الصحراء هو حكم ذاتي في إطار سيادة المغرب. واستنكرت الجمعيات المغربية بكاطالونيا وأراغون في بيانها التدخل المرفوض بشكل مطلق للجزائر وبعض النشطاء الإسبانيين في الشؤون الداخلية للمغرب، موجهة في الوقت نفسه نداء عاجلا إلى الحكومة المستقلة لكاطالونيا، وإلى البرلمان الكاطالاني، وإلى جميع الأحزاب السياسية، وممثلي المجتمع المدني بمنطقة كاطالونيا من أجل العمل على الإفراج الفوري على المغاربة المحتجزين بمعتقلات البوليساريو فوق التراب الجزائري منذ أزيد من ربع قرن في خرق سافر للقانون الإنساني الدولي والقرارات المتعددة لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أشار منسق التظاهرة إلى أن هذه الأخيرة ما هي إلا بداية. وللإشارة فقد باءت بعض المحاولات التي قام بها أشخاص معادون للمغرب للتشويش على نجاح التظاهرة بالفشل. ومن أجل الهدف نفسه وفي اليوم نفسه تظاهر مئات المغاربة بمنطقة بلنسية (شرق إسبانيا) دفاعا على مغربية الصحراء ، وتنديدا بالتحركات الأخيرة لبعض النشطاء الموالين للبوليساريو الذين يسعون للتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب ، وذلك بدعوة من الجمعيات التي تمثل المغاربة المقيمين بجهة بلنسية . وقد اختار منظمو المظاهرة السلمية ساحة لابلازا دي لافيرخين العمومية التي تقع وسط مدينة بلنسية لتحسيس أكبر عدد من الإسبان إزاء المؤامرة التي تحيكها بعض القطاعات المعادية للمغرب ، من خلال تحريف الوقائع و تغليط الرأي العام الدولي . وقال المتظاهرون في بلاغ ختموا به وقفتهم السلمية: إننا نجتمع هنا لتجديد التأكيد على مغربية الصحراء والتنديد بالأحداث الشنيعة التي وقعت يوم30 ماي الماضي أمام القنصلية المغربية في بلنسية، عندما أقدمت حفنة من النشطاء الموالين ل البوليساريو بإحراق العلم المغربي وحاولت المس بقيمنا الوطنية المقدسة، وأضافوا بأن ذلك السلوك الشنيع دليل على أن معنويات أعداء وحدتنا الترابية اندحرت إلى أدنى مستوى، مما يدفعهم إلى اللجوء إلى أعمال جديرة بالاحتقار لإثارة اهتمام وسائل الإعلام الإسبانية والدولية. ودعا المتظاهرون المجتمع المدني الإسباني إلى الأخذ بعين الاعتبار موقف30 مليون مغربي من قضية الصحراء والتحلي بقدر كبير من الموضوعية، مناشدين في الوقت نفسه المجتمع الدولي التدخل من أجل حمل قياديي البوليساريو على إطلاق سراح المغاربة المعتقلين بسجون تندوف على التراب الجزائري ورفع الحصار المفروض على أشقائنا الصحراويين المحتجزين بمخيمات لحمادة . وبدورها تعرضت تظاهرة بلنسية للتشويش من طرف مجموعة من الموالين لالبوليساريو بمحاولة تنظيم مظاهرة مضادة بالساحة نفسها، غيرأنها لم تتمكن من جمع سوى نحو20 شخصا على الرغم من قيامها بحملات تعبوية للترويج لهذه المظاهرة طيلة أيام، بحيث انسحبت من الساحة بعد ما لاحظت التعبئة الواسعة للمواطنين المغاربة الذين تميزوا بحس حضاري ومسؤولية في تعاملهم مع المحاولة الاستفزازية. يشار إلى أن عشرات الأشخاص يمثلون تجمع جمعيات الصحراويين المغاربة بفرنسا تظاهروا يوم السبت الماضي أمام سفارة الجزائر بباريس ضد موقف المسؤولين الجزائريين، المناهض للوحدة الترابية للمملكة، مطالبين بإطلاق سراح كافة المغاربة المحتجزين بالتراب الجزائري فورا، ومرددين شعارات من قبيل: نعم للوحدة لا للتفرقة ونعم للمغاربيين لا للانفصاليين .