تم مساء يوم الأربعاء الماضي بمدينة برشلونة تقديم مؤلف «الصحراء: الروابط الاجتماعية والرهانات الإستراتيجية» في نسخته باللغة الاسبانية لمحمد الشرقاوي الباحث المتخصص في علم الاجتماع. وقد تم تقديم هذا المؤلف من قبل سالبادرو جينير رئيس معهد الدراسات الكاطالانية محمد والشرقاوي الباحث الاجتماعي، أمام مجموعة من الشخصيات من عالم السياسة والإعلام والثقافة والدبلوماسية بكاطالونيا، بالإضافة إلى ممثلي الجالية المغربية بحضور الباحث محمد الشرقاوي. وتميز حفل تقديم هذا المؤلف بحضور جوردي بوجول الرئيس السابق للحكومة المستقلة لكاطالونيا ورئيس حزب الوفاق الديموقراطي بكاطالونيا، وأنجيل كولوم عضو الحزب والمسؤول عن قطاع الهجرة، ومحمد الشايب البرلماني الكاطالاني من أصل مغربي عن الحزب الاشتراكي الكاطالاني، والعديد من رؤساء جمعيات المغاربة بكاطالونيا، فضلا عن القنصلين العامين للمغرب ببرشلونة وطاراغونة وعدد من الجامعيين ورجال الأعمال الكاطالانيين. ولدى تقديمه لهذا المؤلف، شدد رئيس معهد الدراسات الكاطالانية على الدقة العلمية لهذه الدراسة، التي تحلل وضعية الصحراء بشكل عقلاني، من خلال استخدام نماذج إحصائية وحسابية علمية. وكان مؤلف «الصحراء: الروابط الاجتماعية والرهانات الإستراتيجية» وقد صدر باللغتين الانجليزية والفرنسية ضمن منشورات «باردويل» البريطانية قبل أن يصدر باللغة الاسبانية عن دار النشر الاسبانية «سيغلو21 «. ويعتبر هذا المؤلف، الذي يتكون من جزأين وتسعة فصول، ثمرة دراسة علمية سوسيولوجية وجيوسياسية، أعدها الباحث الاجتماعي محمد الشرقاوي، الذي سبق له أن أنجز عدة دراسات سوسيولوجية، تم نشرها في العديد من المنشورات الدولية المتخصصة. ويتناول المؤلف في هذه الدراسة العلمية، التي تتوخى بحث وتحليل الروابط بين المغرب والأقاليم الصحراوية عبر التاريخ موضوعين أساسيين حول الصحراء يهم الأول الرهانات الجيوسياسية بهذه المنطقة، فيما يتطرق الثاني إلى الروابط الاجتماعية لساكنة الصحراء مع باقي الأقاليم المغربية. وتمكن الشرقاوي بحجج دامغة واعتمادا على أدلة تاريخية ودراسة سوسيولوجية علمية، في دراسته السوسيولوجية، التي تعد الأولى من نوعها التي تتناول موضوع الصحراء بشكل علمي وأكاديمي، من إبراز عمق الروابط الاجتماعية والبشرية بين المغرب وسكان الاقاليم الجنوبية للمملكة عبر التاريخ. وأكد الشرقاوي، مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية، أن الروابط التاريخية والاجتماعية بين المغرب والسكان الصحراويين، تبينه العديد من المعطيات القانونية والديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية. وفي الجزء الأول يبرهن الكاتب، الذي سبق وأن نشرت العديد من المنشورات العلمية الدولية أبحاثه العلمية، التي تتسم حسب العديد من الاكاديميين بالدقة العلمية والنزاهة، على أن القادة الجزائريين جعلوا من الصحراء أحد الرهانات الأساسية في سياستهم الخارجية، وهو الأمر الذي يحول دون تحقيق اندماج البلدان المغاربية.