لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب ستة آخرون، ثلاثة منهم إصابتهم خطيرة، في انهيار منزل عتيق، بحي الشرابليين بالمدينة القديمة بفاس، مساء أول أمس الأحد على الساعة العاشرة و45 دقيقة، حيث انتشلت جثة طفل ذو 11 سنة من تحت الأنقاض، بينما توفيت طفلة تسع سنوات، وأخوها الصغير 3 سنوات، ووالدتهما 35 عاما، متأثرين بجروحهم، بعدما عثر عليهم أحياء، واستمرت عملية الإنقاذ من قبل مصالح الوقاية المدنية إلى وقت متأخر من الليل، كما فتح تحقيق في الموضوع. حادث انهيار المنزل بالمدينة العتيقة بفاس، يعيد إلى الواجهة، الخطر الذي يتهدد آلاف الأسر بجل المدن المغربية، إذ تضم مدينة فاس لوحدها، نحو 9000 بناية مهددة بالانهيار، منها أربعة آلاف بالنسيج العتيق، والباقي بالمنطقة الشمالية والجنانات، بينما تعيش سبعون ألف أسرة بالمغرب، في مساكن متلاشية أو آيلة للسقوط، وحذر عبد العالي السباعي، رئيس النسيج الجمعوي للتعاون من أجل التنمية بمدينة مكناس، من وقوع كارثة إنسانية بجل المدن العتيقة، وأكد السباعي في تصريح لالتجديد، بأن مبادرات هيآت المجتمع المدني لا تحظى بأي اهتمام من قبل الجهات المسؤولة، وشدد على وجوب المتابعة الدقيقة لصرف الميزانيات المرصودة لتهيئة المدن العتيقة، التي اعتبرها مكسب حضاري، يستدعي الترميم والإهتمام به قبل أن يتحول إلى مقبرة للمواطنين. وسبق للمجلس الأعلى للحسابات أن دق ناقوس الخطر قبل أسابيع، وأكد في تقريره السنوي العديد من الاختلالات، في عمل وكالة التخفيض من الكثافة وإنقاذ مدينة فاس، واعتبر تقرير المجلس لسنة ,2008 أن عملية المساعدة من أجل إعادة تأهيل الدور الآيلة للسقوط، التي بلغت حوالي 8 ملايين و864 ألف درهم، لم تلق النجاح المرجو منها، وأفاد بأن الحد من الكثافة السكانية والأنشطة التجارية بالمدينة العتيقة من أهم المهمات المنوطة بالوكالة، إلا أنه يلاحظ، يقول التقرير، بأن الوكالة لم تنجز أي مشروع في هذا الإطار، بالرغم من أهمية مثل هذه المشاريع بالنسبة للقاطنين بالمباني المتدهورة والآيلة للسقوط، من جهة أخرى كشف التقرير، على أن تدعيم المباني المؤقت، الذي يستمر عدة سنوات، يشكل خطرا قائما. بدوره حمل عبد السلام أديب، مسؤول بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ما يقع من كوارث إنسانية جراء سقوط مباني آيلة للسقوط، إلى السلطات المحلية والجماعات المحلية، وأكد في تصريح لالتجديد، أن على السلطات المحلية التدخل الفوري، إما لإجبار الملاكين على الإصلاح، أو من خلال السهر على حسن تطبيق البرامج المعتمدة لإنقاذ المدن العتيقة.