أجلت محكمة الاستئناف المتخصصة في قضايا الإرهاب بسلا صباح الاثنين 12 أبريل 2010 النظر فيما يعرف إعلاميا بملف بلعيرج إلى يوم الاثنين 26 أبريل 2010 بناء على طلب المعتقلين الذين أوقفوا إضرابهم المفتوح عن الطعام أخيرا. وكان المعتقلون السياسيون على خلفية نفس الملف قد التمسوا من هيئة المحكمة المثول من جديد أمامها والرد على أسئلتها لتحقيق العدالة وكشف الحقيقة. وفي كلمة له نيابة عن المعتقلين السياسيين (محمد الأمين الركالة، العبادلة ماء العينين، محمد المرواني، عبد الحفيظ السريتي)، ومعتقلين آخرين على خلفية نفس الملف (عبد الله الرماش، المختار لقمان، محمد اليوسفي، رضوان الخليدي، مصطفى التهامي، عبد الصمد بنوح، عبد الرحيم أبو الرخا، عبد اللطيف بختي، جمال الباي، عبد القادر بلعيرج) المضربين عن الطعام منذ 19 يوما، قال المصطفى المعتصم الأمين العام لحزب البديل الحضاري، لم أجد بدا وأنا أتابع الحراك الذي عرفته قضيتنا في الأسابيع الأخيرة بعد الجهد الجهيد الذي بذله شرفاء هذه الأمة من هيئة دفاع ومنظمات حقوقية وتنسيقية الأسرة وبعض الأحزاب السياسية لجعل حد للانسداد الذي وصلت إليه المحاكمة، أقول لم أجد بدا سوى أن أرد التحية بأحسن منها، وأبادر إلى الاستجابة لنداء هؤلاء الفضلاء بتعليق الإضراب عن الطعام و العودة للمطالبة بأن أمثل من جديد أمام محكمتكم الموقرة للرد على أسئلتكم ونقاش الموضوع معكم، وكلي أمل في تحقيق غاية العدالة أي كشف الحقيقة. وعن الإضراب الأخير الذي خاضه هؤلاء المعتقلون، أوضح المعتصم، كل ما حدث منذ انسحاب هيئة دفاعي من امتناعي عن مناقشة الموضوع أمام هيئتكم الموقرة، إلى دخولي إضرابا مفتوحا عن الطعام، لم أكن أستهدف منه التهرب والإفلات من المساءلة أو ابتزاز الحاكمين ببلادي أو تحدي هذا الطرف أو ذاك أو الضغط عليه.. كل ما قمت به لا يعدو تعبيرا عن الإحساس بالظلم، والغبن والمس بكرامتي.. فأردت أن أصرخ من شدة الألم في وجه من فبركوا هذا الملف وزجوا بي في السجن، وأقول لهم كفى..كفى... من جهة أخرى، شدد المعتصم في كلمته نحن بصدد محاكمة غير مسبوقة في تاريخ مغرب القرن ,21 محاكمة غير عادية بكل المقاييس، محاكمة تحظى باهتمام بالغ سواء من طرف الرأي العام المغربي، أو الدولي، فأملي أن تساهموا أنتم وهيئة الدفاع، ونحن المتهمين في جعل هذه المحاكمة ورشا حقيقيا وتمرينا عمليا يؤكد بالملموس لكل المتتبعين أننا في المغرب قد دخلنا فعليا عهد إصلاح حقيقي للقضاء كما دعا إلى ذلك ملك البلاد. لقد استطاع المغرب بفعل الإصلاحات السياسية، وتوسيع الهوامش الديمقراطية، وحرية التعبير والتنظيم، وبفعل فتح صفحة الانتهاكات الجسيمة التي كانت خلال سنوات الرصاص، وطي صفحة الماضي الأليمة، وفتح العديد من الإصلاحات كإصلاح مدونة الأسرة والعديد من الأوراش التنموية.. أقول استطاع أن يحظى باهتمام الأسرة الدولية التي بدأت تنظر إلى التجربة المغربية كنموذج يمكن أن يحتدى به في الوطن العربي والإسلامي.. لكن عوض أن نسير في هذا المسار المتميز بدأنا بالتراجعات لاعتبارات تضيق هذه الكلمة في توضيحها، وعدنا إلى ممارسات كنا نعتبر أنها قد انتهت يوم أن طلب ملك المغرب من الجميع الصفح الجميل فاصفح الصفح الجميل.