قالت مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الإسلامية إن جوا من التوتر الشديد يخيم على منطقة ومحيط المسجد الأقصى المبارك بعد أن قامت قوات بوليسية إسرائيلية كبيرة بملاحقة العشرات من المرابطين قبالة باب الأسباط، ومطاردتهم في أزقة مدينة القدس. جاء هذا بعد أن قام العشرات من المستوطنين اليهود بمسيرة استفزازية قبالة عدة أبواب من المسجد الأقصى المبارك بحماية شرطية إسرائيلية مكثفة. وأفادت مصادر في المؤسسة أن عدد من أفراد قوات الشرطة اعتدت على بعض الشباب وأوسعت احدهم ضربا على منطقة الرأس وجرح جراح بالغة وفقد الوعي بعد أن أحاط به أفراد من قوات الشرطة الخاصة وقاموا بجره على الأرض. وما زالت مؤسسة الأقصى تقوم بتسيير الحافلات من كافة قرى ومدن الداخل الفلسطيني للمرابطة في المسجد الأقصى المبارك، بعد أن تم وصول جزء منها لأداء صلاة الفجر صباح اليوم والمرابطة داخل المسجد. حيث استطاع المرابطون من أهل الداخل الفلسطيني وأهل القدس من منع عدد من المستوطنين اليهود من اقتحام المسجد الأقصى بحماية شرطية إسرائيلية مكثفة وأشارت المؤسسة إلى أن الشرطة الإسرائيلية قامت بحماية هؤلاء المستوطنين والاعتداء على المصلين المرابطين داخل المسجد الأقصى بالهراوات وإلقاء القنابل الصوتية والمسيلة للدموع، حيث أصيب عدد منهم، مضيفة أنه ما زال عدد كبير من المصلين يتواجدون داخل الأقصى، بالرغم من أن الشرطة منعت ومنذ الساعة التاسعة والنصف صباحا ممن هم دون ال40 من دخول المسجد الأقصى، فأدى المئات منهم صلاة الظهر تحت حر ووهج الشمس في الشارع المؤدي إلى باب الأسباط. وقد تواجد في المكان قادة الحركة الإسلامية وعلى رأسهم الشيخ كمال خطيب -نائب رئيس الحركة الإسلامية- والشيخ هاشم عبد الرحمن -الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية ورئيس بلدية ام الفحم- وقاموا بتهدئة الأوضاع داخل الحرم القدسي الشريف. وحول ادعاء الشرطة الإسرائيلية أنها لن تسمح بدخول المستوطنين إلى المسجد الأقصى، قال الشيخ الخطيب -والذي يرابط منذ ساعات الصباح الباكر في ساحات المسجد الأقصى المبارك: "ليس اقل من أن نقول أنهم كذابون... الساسة الإسرائيليون كذابون، الشرطة الإسرائيلية يحترفون الكذب". ويضيف "إنا قرأت البيان الرسمي للمتكلم باسم شرطة القدس اسمه "شموليك" يقول بأنه لن يسمح لهم بالدخول إلى المسجد الأقصى في هذا اليوم، ومع الأسف الشديد دخلوا وفي مقدمتهم دخل قائد شرطة القدس "أيلان فرانكو"، ومباشرة مع دخوله راحوا يطلقون القنابل الصوتية ويعتدون على من كان في مقدمة الأخوة المرابطين". وأكد الخطيب أن هذا يشير إلى وجود خطة مبيتة لاستهداف المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المرابطين داخله"، مضيفا "سبق وأن قلنا إن المسجد الأقصى الآن وتحديدا في هذه السنة يتعرض لأشرس حملة منذ احتلال المسجد الأقصى وبالتالي فوجود هذه الحمى، حمى بناء الهيكل المزعوم عام 2005 وقرب ما يسمى "الانسحاب من قطاع غزة" تجعل الخطر أكثر اشتدادا على المسجد الأقصى المبارك.. وفي تقديري أن هذه المحاولة إن فشلت اليوم هذا لا يعني أنها لن تجرب مرة أخرى غدا أو بعد غد أو في الشهر القادم، الأمر الذي يدفعنا لان نكون على جاهزية تامة وعلى استعداد بان نفدي المسجد الأقصى في كل إمكانياتنا". وشدد الخطيب على أن المسجد الأقصى ليس مجرد رمز بل إنما هو عقيدة، لا يمكن لمسلم أن يتنازل عنه". وفي سؤال عن دور الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني ومؤسسة الأقصى للحفاظ على المسجد الأقصى اليوم قال: "نقول بكل اعتزاز مجرد أن شاهدنا ورأينا 5 من المستوطنين يدخلون من باب المغاربة، صارع كل شيخ و شاب وطفل كان موجود من اجل أن يدفع بهؤلاء إلى الخارج، وأن كانوا معززين بأكثر من 150 من الوحدات الخاصة الإسرائيلية، وهذا ما كان وهذا ما سيتكرر في كل ظرف". وأضاف "لن نسمح نحن بان يدنس المسجد الأقصى المبارك من قبل هؤلاء المستوطنين على اعتبار أنهم يسعون لجس النبض لليوم الأصعب المرتقب، وهو يوم الاعتداء الجدي ليس لمجرد الدخول أو اجتياح المسجد الأقصى، إنما للهدم والتفجير لا سمح الله". يذكر أن مجموعات من المستوطنين اليهود يحاولون منذ ساعات الصباح وحتى هذه الساعة من اقتحام المسجد الأقصى المبارك إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل. نابلس: سامر خويرة