كشفت مصادر قيادية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن قطر تتوسط حاليا بين الحركة وشرطة إمارة دبي لعقد لقاء مباشر بينهما يهدف إلى كشف خيوط عملية اغتيال القيادي بالحركة محمود المبحوح في أحد فنادق الإمارة. وقالت هذه المصادر :"إن قطر التي كان لتدخلها الأثر الحاسم لدى سلطات الإمارات في الإفراج عن جثة المبحوح بعد تسعة أيامه من استشهاده، تسعى مجددا لتدشين لقاء بين حماس وشرطة دبي لتبادل المعلومات بما يخدم مجرى التحقيق والوصول إلى الفاعلين وتعزيز قدرة دبي على ملاحقتهم والقبض عليهم" , بحسب "الجزيرة نت". وكانت سلطات دبي أفرجت عن جثمان الشهيد بعد تشريحه والتوصل إلى نتيجة مفادها أنه تعرض لعمليتي صعق وخنق في الفندق الذي كان يقيم فيه. وأكدت مصادر فلسطينية وثيقة الاطلاع بملف الاغتيال أن إمارة دبي جادة في كشف تفاصيل الجريمة , التي اتهمت حماس جهاز الموساد الإسرائيلي بتنفيذها. وأشارت المصادر إلى أن الإمارة تسعى للحفاظ على أراضيها كوجهة سياحية عالمية، وأن من شأن هذه الاغتيالات أن تضر بهذه السمعة وتؤدي إلى إلحاق ضرر شديد باقتصاد الإمارة الذي سبق أن تعرض لهزة كبيرة في قطاع العقارات العام الماضي. في الوقت ذاته , أكدت المصادر الفلسطينية أن إمارة أبو ظبي تريد تولي زمام الملف باعتبارها العاصمة الاتحادية، وأنها تسعى لطي ملف القضية بسرعة وعدم تصعيده "حتى لا يتسبب في مواجهة مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل". وأوضحت المصادر أن الأجهزة الأمنية في أبو ظبي كانت تريد دفن المبحوح في دبي لولا الوساطة القطرية التي نجحت في إقناعها بالسماح بنقله إلى دمشق. ومن دمشق التي شهدت تحقيقا موسعا تجريه حماس في ملابسات القضية، تم نقل الجثة فور وصولها المطار إلى إحدى المستشفيات حيث جرت عملية تشريح أخرى بطلب من حماس تطابقت نتائجها مع ما توصل إليه الطب الشرعي في دبي. وقالت مصادر قيادية بحماس :"إن التحقيق لا يزال جاريا في عملية الاغتيال التي نفذها سبعة أشخاص بينهم ثلاثة يحملون جوازات سفر إيرلندية". وأضافت "إن حماس دأبت في مثل هذه الحالات على تشكيل لجان تحقيق فاعلة للوصول إلى استنتاجات وخلاصات سعيا لتلافي الأخطاء المستقبلية، حتى وإن لم يتم الإعلان عن هذه النتائج في وسائل الإعلام".