فضيحة شبكة الدعارة التي راح ضحيتها عدد من الفتيات المغربيات في الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب أنها تكشف أزمة الصورة والسمعة بالنسبة إلى المغرب في الخارج وتراخي السلطات المغربية وتساهلها في كل ما له صلة بالقيم والأخلاق، فإنها تؤكد قصور الدبلوماسية المغربية في التعامل مع هذه الملفات، إذ بدل أن تطالب بفتح تحقيق شامل يكشف الضالعين في هذه الدول في استقدام هؤلاء الفتيات، وبدل المطالبة برؤوس الذين غرروا بهن بعد أن أقنعوهم في البدء بأنهن سيقمن بعمل الفندقة أو الحلاقة أو غيرها من المهام، فإنه يتم فقط التباحث مع هذه السلطات حول الإجراءات الإدارية لترحيلهن إلى المغرب كما لو كانت الجهات الدبلوماسية المغربية تقر بالسمعة السيئة للمغرب، وتريد بأخف الضررين أن تبحث عن مخرج لهذه الأزمة، في حين أن القضية كان يمكن أن تأخذ بعدا آخر، تقوم فيه الدبلوماسية المغربية بدور تحصين سمعة المغرب وصورته، وتوفر لكل المغربيات اللواتي يعشن في الخارج شروطا نفسية تجعلهم في منأى عن الإساءة أو اللمز. المشكلة أنه لا السلطات في الداخل، ولا الدبلوماسية المغربية في الخارج تقوم بدورها في هذا المجال، فلا السلطات المحلية تقوم بتحقيق مع هاته الفتيات لمعرفة الضالعين والمتعاونين والمسهلين لعملية تهجير الفتيات للعمل في شبكة دعارة، ولا الدبلوماسية المغربية تقف بقوة للدفاع عن هؤلاء الفتيات اللواتي تعرضن لهذا التغرير. النتيجة التي لا مفر منها أن سمعة المغربيات وصورتهن تزداد سوءا في الخارج، خاصة في دول الخليج، والضالعون في صناعة هذه الشبكات يخرجون من القضية كما تخرج الشعرة من العجين، والذي يتضرر أكثر ويصيبه شرر هذه الفضيحة هن النساء والفتيات المغربيات الشريفات اللواتي يعشن في تلك البلدان. من أجل ذلك، يبدو أن الحاجة أضحت ملحة لتحرك واسع من قبل الجميع، سلطة وأحزابا ومجتمعا مدنيا، ودعاة ومثقفين، من أجل إعادة الاعتبار لسمعة المغربيات وتحسين صورتهن في الخارج، وهو عين ما طالبت به حركة التوحيد والإصلاح في بيانها الشهير من أجل سمعة وكرامة المرأة المغربية، ولكن للأسف لم يتم التعامل مع مضمونه ورسائله بما يستحق من العناية والاهتمام. وعلى العموم، فهذا حدث آخر، ينضاف إلى العديد من الحيثيات والتقارير والدراسات الوطنية والدولية التي تصب كلها في هذه الخانة الكئيبة التي تبرز تدهور صورة المرأة المغربية في الخارج ، فهل سيتم الترفع عن الاعتبارات السياسوية الضيقة، ويتم أخذ الموضوع بالجدية اللازمة؟ فتاة تلقي بنفسها من الطابق الرابع هربا من الاغتصاب ألقت فتاة في العشرينيات من عمرها بنفسها من الطابق الرابع لإحدى العمارات بشارع الحسن الثاني بأكادير أول أمس الثلاثاء خوفا من الاعتداء عليها جنسيا بالعنف من قبل شخص استقدمها إلى العمارة. وأفاد مصدر مطلع أن الفتاة التي نجت من الموت بأعجوبة، أصيبت برضوض وجروح وكسور على مستوى اليدين، وقد تم نقلها إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير قصد تلقى العلاج. كما أكد المصدر نفسه أن المصالح الأمنية وضعت المتهم بممارسة الفساد ومالك العمارة وكذا حارسها تحت الحراسة النظرية قبل إحالة الملف على ابتدائية أكادير. يذكر أن العمارة ذاتها شهدت في السنوات الماضية فضيحة تصوير القرص المدمج المضمن لصور إباحية لفتيات عاريات مع السائح البلجيكي المدعو فيليب سرفاتي، كما لقي سائح سويسري أخيرا حتفه بالعمارة نفسها بعد الإجهاز عليه من قبل صديق له.