جدد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عشية انعقاد الدورة السادسة لمجلس الشورى المغاربي، مناوءته لمصالح المغرب ووحدته الترابية، وذلك في خطابه مساء يوم الإثنين الماضي في حفل عشاء على شرف الرئيس البرتغالي ، الذي تحدث عن تطوير علاقاتحسن الجوار مع المملكة المغربية ضمن ما أسماه بأفق مغاربي شامل، داعيا في الوقت نفسه إلى حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره . واعترف الرئيس الجزائري في حديثه بالمناسبة بأن المحادثاث التي جمعته بجلالة الملك محمد السادس منتصف مارس الماضي بالجزائر العاصمة تشجع على المضي صوب تفعيل اتحاد المغرب العربي ، ومن شأنها أن تفضي إلى اندماج جهوي يعد بالكثير. غير أن الإشارات الإيجابية الكبيرة التي قدمها المغرب للجزائر، قوبلت بتصريحات مضادة لمصالحه ووحدته الترابية من خلال إصرار الجزائر على معاكسة رغبة شعوب الدول المغاربية، ودعم جبهة البوليزايرو ، وقد تجلى ذلك بوضوح في الرسالة الأخيرة التي بعثها الرئيس الجزائري لزعيم الجبهة المذكورة. وعوض أن يقدم عبد العزيز بوتفليقة إشارات حقيقية لبعث الروح في اتحاد المغرب العربي واحترام الميثاق الذي تأسس على ضوئه، اكتفى بالقول بكون بلاده حريصة على تحسين علاقات الجوار والتعاون مع المملكة المغربية. فقد أفادت مصادر صحفية أن لقاءا ثنائيا قصيرا جمع محمد بجاوي وزير خارجية الجزائر بالطيب فاسي الفهري الوزير المنتدب للشؤون الخارجية والتعاون المغربي مساء يوم الإثنين الماضي، وذلك على هامش اجتماع الشراكة الأوروبية المتوسطية الذي احتضنته اللكسمبورغ لمدة يومين بمشاركة 25دولة اوروبية و12 دولة من جنوب المتوسط. ولم تستطع المصادر المذكورة معرفة فحوى اللقاء المشار إليه. من جهة أخرى، بدأت يوم أمس الأربعاء بمقر مجلس النواب بالعاصمة التونسية أعمال الدورة السادسة لمجلس الشورى المغاربي والتي ستختم مساء اليوم، وينتظر أن تناقش وفود برلمانات الدول الخمس الأعضاء في اتحاد المغرب العربي وتبحث مواضيع تهم العلاقات السياسية والاقتصادية والمالية والقانونية والبنية الأساسية بين دول الاتحاد، وكذا الجهود المبذولة لتفعيل هياكل الاتحاد وتنشيطها بما يخدم المصالح المشتركة لشعوب المنطقة،على أساس ان تتوج المباحثات بإصدار بيان ختامي. يشار إلى أن مجلس الشورى المغاربي يضم 150 عضوا على أساس 30 عضوا لكل بلد، وأن الدورة السادسة المذكورة التي تنعقد اياما بعد تاجيل القمة المغاربية، ستعرف إحالة رئاسة المجلس إلى تونس. ويشار كذلك إلى أن قمة اتحاد المغرب العربي الذي يضم المغرب والجزائر ليبيا وتونس وموريتانيا لم تنعقد منذ 11 عاما بسبب مواقف الجزائرالرسمية المعادية للوحدة الترابية للمملكة المغربية، والمدعمة للانفصاليين. محمد عيادي