ناقش عدد من الباحثين في وجدة وضعية اللغة العربية في الوقت الراهن، وذلك خلال ندوة حول اللغة العربية والاستعمار نظمتها الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية فرع وجدة؛ بتعاون مع جمعية النبراس للثقافة والتنمية يوم الأحد المنصرم تخليدا لذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال. وتناول الدكتور عبد الرحيم بودلال أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب بوجدة، في مداخلته مسألة الازدواجية اللغوية وأثرها على النسيج الاجتماعي. حيث أشار إلى الفرق بين الازدواجية اللغوية التي نجمت عن الاستعمار وبقيت مستمرة، والتي اعتبرها المحاضر عائقا سلبيا من عوائق التحصيل، وبين التعدد اللغوي أو الانفتاح اللغوي الذي لا اعتراض عليه، كما نبه أيضا إلى مخاطر وتهميش استعمال اللغة العربية على كافة الأصعدة. وفي السياق ذاته تدخل الدكتور محمد الكوش، أستاذ اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بوجدة في موضوع الأدب الإفريقي ولغات المستعمر. وتناول من خلالها قضية الأدب الإفريقي والمغاربي المكتوب باللغات الاستعمارية، كما كشف عن مواقف الكتاب من ذلك ما بين مؤيد ومعارض؛ من خلال رؤية نقدية تدعو إلى التمسك بالأصول والجذور التي تحافظ على الهوية. ومن جهته لفت الأستاذ مصطفى شعايب، مفتش التعليم الثانوي، الانتباه إلى مسألة استمرار الصراع الفكري الذي كان من ورائه الاستعمار، وعلاقته بالبعد اللغوي، مستشهدا ببعض النماذج الواقعية، ملحا في ذات الوقت على أهمية توظيف اللغة في الصراع الفكري.