قال تاج الدين الحسيني إن بلدان المغرب العربي بما فيها المغرب، ستكون مدعوة إلى عملية التطبيع مع إسرائيل إرضاء للأمريكيين، فيما يتعلق بتقديمهم لتنازلات على مستوى ملفات إقليمية أخرى. واعتبر الحسيني الخبير في العلاقات الدولية في حوار أجرته معه التجديد حول ملف الصحراء والتطورات الأخيرة، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، تحاول دائما ربط مصالح بمصالح أخرى أكثر أهمية، وربما استمرار النزاع بين المغرب والجزائر يدخل في هذا الإطار، مضيفا أن الطرفين المغربي والجزائري لو شكلا فعلا جبهة موحدة في إطار المغرب العربي لتمكنا من اتخاذ مواقف أكثر جرأة فيما يتعلق بما يجري في منطقة الشرق الأوسط، وبما تعرفه المقدسات الإسلامية في القدس من تهديد خطير من قبل الإسرائيليين، وما تعرفه القضية الفلسطينية من تراجع حتى على مستوى الموقف الأمريكي. وقال الحسيني إن الولاياتالمتحدة الأمركية كانت حتى في خطاب الرئيس باراك أوباما، تؤكد أنه بدون تجميد ووقف بناء المستوطنات لا إمكانية لبدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائليين، لكن الآن لاحظنا كيف أن كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وفي لقائها مع المسؤولين المصريين وقبل قدومها إلى المغرب أطلقت تصريحا ناريا أشارت فيه إلى أن تجميد المستوطنات ليس شرطا أساسيا لانطلاق المفاوضات". واعتبر الحسيني أن من بين دلالات هذا التراجع أن تكون بلدان المغرب العربي بما فيها المغرب، مدعوة إلى عملية التطبيع مع إسرائيل إرضاء للأمريكيين، فيما يتعلق بتقديمهم تنازلات على مستوى ملفات إقليمية أخرى. وانتقد الحسيني الدبلوماسية المغربية مؤكدا أنها لا ينبغي أن تبقى حكرا على أجهزة وزارة الخارجية بوصفها ممثلا للخطوات الدبلوماسية التقليدية، بل ينبغي أن يتم التفكير جيدا فيما يسمى بالدبلوماسية الموازية، التي تمثلها الأحزاب والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني والتكتلات الاقتصادية. وأكد الحسيني أن المطلوب من المغرب في المرحلة الراهنة هو أن يعمل على تقوية جبهته الداخلية بالأساس، معتبرا أن ذلك يشكل محورا مركزيا، بالإضافة إلى العمل على أن يعم الاستقرار والأمن في داخل الأقاليم الجنوبية للمملكة، ويشرع في تنفيذ مخطط مندمج لتنمية الأقاليم الصحراوية، ليس فقط اقتصاديا كما يحدث لحد الآن، ولكن بالخصوص تنميتها في إطار تنمية مستديمة، اجتماعية وإنسانية وبيئية.