توصل الربابنة المنضوون تحت لواء الجمعية المغربية لربابنة الطائرات إلى اتفاق شامل مع إدارة الشركة الوطنية للخطوط الملكية يوم الاثنين 5 أكتوبر 2009 بالدار البيضاء، بحضور الرئيس المدير العام للشركة وممثلين عن الجمعية، ومتابعة من قبل وزير النقل والتجهيز كريم غلاب؛ عبر اتصالات لم تنقطع إلا بعد التوقيع على الاتفاق. وأكدت بشرى البرنوصي، الناطقة الرسمية باسم الجمعية في اتصال مع التجديد، أن الاتفاق الموقع بين الطرفين يضم جميع النقط التي أدت إلى تفجير الأزمة، مضيفة أن التوقيع على الاتفاق عرف عراقيل ومشاكل كثيرة همت بالخصوص قيام محاولة الإدارة التقليل من التنازلات التي تقدمها بشأن مختلف النقط. واعتبرت البرنوصي أن مطلب المغربة يعد من أهم النقط المتفق عليها؛ بعدما تعهدت إدارة الشركة بوقف استقطاب الربابنة الأجانب، والعمل على إنهاء عقود العمل مع الذين يعملون في الشركة في أفق نهاية سنة ,2010 وإعطاء كل الوسائل الضرورية لتكوين وتدريب الربابنة ومساعدي الربابنة، وإخراج منح لطلبة المدرسة الوطنية لتكوين ربابنة الطائرات، وأضافت المتحدثة أن الاتفاق شمل النقط المنظمة للحياة اليومية للربابنة، والتي تخص جدولة الرحلات اليومية وساعات العمل وأوقات الراحة، وهي من ضمن الاتفاقات التي تراجعت إدارة الشركة عن تطبيقها في وقت سابق. ومن المشاكل التي اعترضت لقاءات الربابنة وإدارة لارام تطبيق القانون الجديد الذي ينظم الحياة العملية اليومية للربابنة، والذي يتم تطبيقه بالمغرب والاتحاد الأوروبي، غير أن هذا الأخير ينوي التراجع عن بعض بنوده بعد قرار طبي بشأن سلبيات تطبيقها على ربابنة الطائرات وتأثيرها على آدائهم. من جهته طالب محمد المسكاوي وزارة التجهيز بفتح تحقيق حول الخسائر الكبيرة للشركة، ومحاكمة الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للخطوط الملكية، ومعه مدراء الشركة على سوء التسيير وتبذير المال العام، مضيفا أن الشركة لم تكن تعاني من عجز في تلبية مطالب الربابنة، والدليل على ذلك هو لجوء الشركة إلى كراء طائرات بمبالغ مالية باهضة من الخارج. واعتبر المسكاوي المنسق العام للهيأة الوطنية لحماية المال العام في تصريح للتجديد أن الربابنة طبقوا حقهم المشروع في الإضراب، ومن يتحمل المسؤولية في سوء التدبير هو الرئيس المدير العام للشركة بتعنته ورفضه الحوار مع الربابنة، مضيفا أن هذا الأخير كان يتعامل بمنطق أمني محض؛ باعتباره واليا سابقا، ولم يكن يتعامل، بحسب المسكاوي، من منطلق سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، وهو ما أدى إلى الهوة التي نشأت بين الربابنة ولارام، وضرب الثقة بين الطرفين. وقد بلغت خسائر الشركة الوطنية للخطوط الملكية المغربية 336 مليونا و600 ألف درهم؛ جراء الإضرابات المتتالية لربابنة الطائرات، والتي وصلت مدتها إلى حدود يوم أمس الخميس 18 يوما، وهو رقم يستند إلى المعدل اليومي الذي حددته جمعية الربابنة في مليون و700 ألف أورو في اليوم، أي ما يعادل 18 مليونا و700 ألف درهم يوميا، فيما تحدده الشركة في 500 ألف أورو في اليوم، أي ما يعادل 5 ملايين و500 ألف درهم في اليوم، بمجموع يصل إلى 99 مليون درهم خلال 18 يوما. من جهة أخرى نظمت الجمعية المغربية لربابنة الطائرات أول أمس الاثنين بمراكش الاجتماع الثاني لربابنة الطائرات إلى عدد من الدول، وذلك من أجل تدارس مختلف القضايا المرتبطة بسلامة النقل الجوي وحقوق الربابنة. وسيناقش المشاركون، الذين يمثلون دول اليابان وأستراليا وكندا والأرجنتين ولبنان وتركيا وإفريقيا الجنوبية والمكسيك والمغرب ودول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى خبراء في مجال صناعة الطائرات، على مدى خمسة أيام، قضايا تتناول الجوانب القانونية والمالية والإدارية لربابنة الطيران المدني وصناعة الطيران. وأكد مصطفى الإبراهيمي الناطق الرسمي باسم الجمعية في تصريح صحفي أن هذا اللقاء يعد فرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين الدول ومناسبة لرصد مختلف المشاكل التي يعرفها قطاع الطيران المدني، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها لرفع التحديات التي قد تعرقل النشاط التجاري والاقتصادي والاجتماعي للطيران المدني.