كشفت صحيفة بريطانية عن حقائق مهمة حول طبيعة الدور الذي تقوم به بعض المؤسسات الأمريكية التي يُديرها يهود الولاياتالمتحدة، وتتخذ من المشاريع الخيرية غطاءً لها لتمويل بناء المغتصبات الصهيونية في القدسالشرقية والضفة الغربية المحتلتَيْن. وكشفت صحيفة (الجارديان) البريطانية، في عدد أول أمس، عن أن مؤسسة خيرية بالولاياتالمتحدة تسمى مؤسسة بينجو الخيرية (قاعة قمار ويانصيب)، وتتخذ من مدينة لوس أنجلوس، إحدى مدن ولاية كاليفورنيا الأمريكية مقرًّا لها، تقوم بجمع أموالٍ من خلال مشاريعها المتعددة كمشاريع الحدائق الخاصة، لإرسالها إلى المنظمات الصهيونية بالولاياتالمتحدة، والتي تقوم بدورها بإرسالها على الفور إلى الكيان الصهيوني لدعم النشاط الاستيطاني بالضفة والقدس المحتلتَيْن. المؤسسة يملكها الطبيب اليهودي الأمريكي المليونير إيرفينج موسكوفيتش، الذي قام وما يزال يقوم بتمويل بناء المغتصبات اليهودية في الضفة الغربية منذ أكثر من 20 عامًا. وقالت الصحيفة إن موسكوفيتش ساهم في بناء ما بين 50 إلى 70 ألف وحدة سكنية في المغتصبات الصهيونية، من خلال الأموال التي تأتي إليه من المشاريع المقامة في أفقر مدن ولاية كاليفورنيا. موسكوفيتش كوَّن ثروته عن طريق بيع وشراء المستشفيات المتعثرة، وبدأ في هذا المجال منذ 1988م، واستطاع أن يرسل أكثر من 100 مليون دولار لبناء المغتصبات، وتمويل البنية التحتية الصهيونية في مدينة القدسالمحتلة، من أجل تهويد المدينة، وكانت أشهر المشاريع التي موَّلها هو مشروع بناء فندق صهيوني في حي الشيخ جراح بالقدسالشرقية، وهو المشروع الذي اعترضت عليه الإدارة الأمريكية، وأصرَّت عليه الحكومة الصهيونية في المقابل. وأشارت الصحيفة إلى أن موسكوفيتش قام بتمويل مغتصبة بيت هداسا الصهيونية بمدينة الخليل، وأرسل أكثر من 4 ملايين دولار لصالح جماعة عطيريت كوهانيم اليمينية المتطرفة، من أجل شراء منازل لليهود بالقدسالشرقية، كما دعم بالمال مؤسسة مدينة داوود بمدينة القدسالمحتلة من أجل شراء منازل أكثر من 1500 فلسطيني أصدرت بحقهم السلطات الصهيونية قرارات إخلاء لمنازلهم. وأضافت أن موسكوفيتش كان من المعارضين لاتفاقات أوسلو الموقَّعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني، وصرَّح وقتها لصحيفة (لوس أنجلوس تايمز) بأن هذه الاتفاقيات ستجر إسرائيل لمزيدٍ من التنازلات والاستسلام للنازيين. وقالت أيضًا: إن موسكوفيتش يقوم الآن ببناء وإنشاء قاعات كبيرة بحدائق بينجو التابعة لمؤسسته في لوس أنجلوس؛ لإرسال المزيد من الأموال للمغتصبين. واتهمت الصحيفة الولاياتالمتحدة على لسان عددٍ من المحللين السياسيين الأمريكيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان، بأنها تزن الأمور بمكيالَيْن، فهي تسجن وتصادر أموال مَن يدعم حماس والفلسطينيين، بينما لا تفعل شيئًا تجاه مَن يموِّل المغتصبين والصهاينة.