قعت تركيا واربع دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي يوم الإثنين 13 يوليوز 2009 اتفاقا دوليا يمهد لبدء العمل في مشروع انبوب (نابوكو) الطموح لنقل الغاز الطبيعي من أذربيجان الى اوروبا عبر الاراضي التركية. ووقع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ونظراؤه الهنغاري غوردون باجناي والبلغاري سيرغي ستانيشيف والروماني اميل بوك فضلا عن المستشار النمساوي ويرنر فايمان الاتفاق وسط تغطية اعلامية واسعة وحضور سياسي اجنبي كبير. وجاء التوقيع في قمة عقدت خصيصا لهذه المناسبة وشارك فيها رؤساء حكومات الدول الخمس الموقعة على الاتفاق وبحضور قادة دول مجاورة من بينهم الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس المفوضية الاوروبية مانويل باروسو ومسؤولين من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة اضافة الى ممثلين عن منظمات دولية. وتدشن هذه الخطوة مشروعا يستهدف تقليل اعتماد اوروبا على الغاز الطبيعي الروسي من خلال استيراده من الحقول الاذرية وفي مرحلة لاحقة من الشرق الاوسط ومن مصر عبر خط انبوب يمتد طوله لحوالي 3300 كيلومتر ويمر في تركيا ورومانيا وبلغاريا وهنغاريا وصولا الى محطته النهائية النمسا. ومن المقرر ان تباشر شركات النفط والطاقة في الدول الموقعة على الاتفاق تشكيل تكتل شركات في غضون الاشهر الستة المقبلة بموجب اتفاقيات سيتم توقيعها في هذه الفترة على ان يتم البدء بالانشاءات الاولية للمشروع في اواخر عام 2010 بعد توفير التمويل اللازم. وتقدر تكاليف المشروع بأكثر من 11 مليار دولار ستتحملها بالتسواي الدول الخمس الموقعة على الاتفاق كما يرجح ان تدخل المانيا في المشروع بحصة رغم ان مسار المشروع لا يمر في اراضيها. ووصف اردوغان الاتفاق عقب حفل التوقيع بأنه يمثل لحظة تاريخية اذ يكرس تركيا ليس بوصفها جسرا حيويا واستراتيجيا بين القارات فحسب انما بين المنتجين والمستهلكين للطاقة. ودعا اردوغان الدول المنتجة للغاز الطبيعي المجاورة لتركيا لا سيما سوريا والعراق ومصر الى المشاركة في دعم مشروع نابوكو كونه يوفر الجهد والوقت لايصال مصادر الطاقة الى الاسواق الاوروبية معربا عن اعتقاده بأن المشروع سيعمل بعد اكتماله في عام 2014 على ربط مصدري النفط والغاز في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى بالمستهلكين في الغرب. من جهته اعتبر رئيس المفوضية الاوروبية الاتفاق ردا مفحما للمشككين به وخطوة محتمة فضلا عن انها محتملة في اشارة الى الخلافات التي شابت المفاوضات بشأن المشروع على مدى السنوات الاربع الماضية. ورأى باروسو ان الاتفاق سيوفر الامن الطاقوي لتركيا ووسط اوروبا وجنوبها وسيعمل على تنويع مصادر الطاقة بدلا من الاعتماد على مصدر واحد. وبحسب الدراسات الفنية فان الطاقة الاجمالية لأنبوب نابوكو تبلغ حوالي 31 مليار متر مكعب من حقول الغاز الطبيعي الاذرية الواقعة على ضفاف بحر قزوين وبما يمثل حوالي تسعة بالمئة من احتياجات اوروبا من الغاز.