اعترف دومنيك ستراوس، مدير عام سابق لصندوق النقد الدولي، بفشل صندوق النقد الدولي في التنبؤ بالأزمة المالية الحالية، وقال أن أجهزة الإنذار الخاصة بالصندوق سواء على مستوى الدول أو على المستوى الإقليمي كانت غير فعالة بالتمام، وشدد على أن الصندوق لم تكن له رؤية شاملة للتهديدات وأنه قد نسي بالتمام الأخذ بعين الاعتبار التفاعلات بين الاختلالات الماكرو اقتصادية العالمية والاستقرار المالي الدولي وتنظيم ومراقبة الدول، مؤكدا في هذا الإطار أن الرقابة التي كان يمارسها الصندوق أظهرت عدم كفاءتها. وأضاف ستراوس، أن الأخطاء القاتلة المرتكبة في ميدان الصرف المالي والتجاري من خلال المغامرة غير محسوبة النتائج كانت سببا مباشرا في حدوث الأزمة المالية العالمية، وأشار، في الندوة الدولية التي نظمها بنك المغرب بمراكش الجمعة الماضية 29 بمناسبة مرور 50 سنة على تأسيسه، إلى أن الأزمة جاءت من حيث لم نكن نتوقعها، وأضاف أن العاصفة ضربت في قلب النظام المالي والمصرفي المتمثل في الاقتصاد الأمريكي . وأشار ستراوس في الندوة الدولية حول دور البنوك المركزية وصندوق النقد الدولي في رصد الأزمات المالية وتدبيرها: دروس من التجربة الأخيرة، أن صندوق النقد الدولي أخطأ حين سلك فقط سياسة مراقبة اقتصاديات الدول الناشئة والفقيرة وقطاعاتها الحكومية، وكان يجب أيضا أن يلتفت إلى مراقبة السياسات الاقتصادية للدول الغنية والقطاع الخاص، مشيرا أن المجتمع الدولي ومنها صندوق الدولي لم ينتبه بما فيه الكفاية لأخطار سياسة الإقراض العشوائي التي أدت إلى انفجار في القروض الخاصة، وانخفاض أسعار الأسهم وبروز الأخطار الشاملة. وأشار أن الأزمة ستشتد خلال شهر شتنبر وأكتوبر القادمين، وان العالم يمكن أن يخرج منها خلال الأسدس الأول من سنة 2010 ، لكنها آثارها الاجتماعية الوخيمة ستبقى أبعد من ذلك. واعتبر أن الحلول الوطنية الأنانية لن تجد شيئا في مواجهة الأزمات الدولية ، وان البنك الدولي الذي كمان يتعامل مع الدول ثنائيا يجب أن يغبر من سياسته ويتعامل معها على أساس إقليمي أو جهوي. من جهة أخرى شدد الخبراء المتدخلون خلال الندوة أن المغرب، كمن باقي الدول، ليس في منأى عن الأزمة المالية الحالية، وأن حتى الدول الأكثر فقرا، والتي ليست لها علاقة بالأزمة، وجدت نفسها تؤدي ضريبة تباطؤ الاقتصاد العالمي والتي بلغت نسبته 3 في المائة. وأشار والي بنك المغرب،عبد اللطيف ألجواهري، أنه متفائل بخصوص الخروج من الأزمة الحالية، سيما وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية عبرت عن نيتها في تغيير من سياساتها الاقتصادية اتجاه العالم، وذلك في اجتماع مجموعة 20 في لندن، ورأينا، يضيف الجواهري، كيف أن أوباما الرئيس الأمريكي الجديد وخلافا لسابقيه، يعترف بأهمية تقسيم الأدوار والتنازل عن سياسة أمريكا الانفرادية في تدبير الاقتصاد العالمي. وأكد الجواهري أن البنوك المركزية لم تجد لمواجهة الأزمة بدا من ضخ سيولة كبيرة لضمان استقرار الأسواق النقدية وتطبيق أسعار فائدة قاربت الصفر. وانتقد في كلمته الختامية الأبناك المركزية التي وجدت نفسها، يقول الجواهري، في الاستماع إلى ما تريده الأسواق وأصبحت تستجيب لما تريده تلك الأسواق.