بالرغم من أنه لم يمر سوى أربعة أشهر على العدوان الإسرائيلي على غزة الذي خلف غضبا على مستوى العالم، والمغرب بالخصوص الذي شهد تظاهرات واحتجاجات يومية ومن كافة قطاعات المجتمع، تأتي مشاركة لاعبة إسرائيلية في دوري للتنس بفاس. كيف ترون هذه المشاركة؟ بداية أود أن أوضح بصفتي مسؤولا عن الجهة الكبرى للقرويين في حركة التوحيد والإصلاح وعضو مكتبها التنفيذي، أننا مبدئيا باعتبارنا مغاربة ومسلمين لم يكن لنا أبدا مشكل مع المغاربة اليهود الذي يتمتعون بنفس الحقوق كمغاربة، كما أن ديننا وأعرافنا لا يسمحون لنا بأن نكن لهم عداء وكراهية وحقدا، لكن الإشكال المطروح الآن هو مشاركة رياضية إسرائيلية في دوري للتنس بمدينة فاس، علما أن نفس اللاعبة رفضت مشاركتها في تركيا وأيضا في دورة دبي الدولية للتنس في الإمارات العربية المتحدة، فلا يعقل أن تكون فاس أو المغرب بشكل عام مكانا لاحتضان مثل هذه المشاركة، ونحن نندد بشكل كبير بمثل هذه المشاركة إذا ثبتت؛ سواء في المجال الرياضي أو الفني أو الثقافي أو أي مجال آخر، ونعتبرها طعنة صريحة في ظهور المغاربة بشكل عام ، كما أننا باعتبارنا مغاربة نخرج في كل مناسبة وبدون تردد، وفي استجابة تلقائية وغير مشروطة للتنديد ومقاومة كل ما من شأنه أن يمس إخواننا في فلسطين، وبالتالي نعتبر أي مشاركة من هذا القبيل خطوة مجانية للتطبيع. في تعليقه على مشاركة لاعبة إسرائيلية في دوري التنس بفاس، قال مدير النادي الملكي للتنس لإحدى الصحف الوطنية إنه لا يجب الخلط بين السياسة والرياضة، واللاعبة الإسرائيلية لا تحمل في حقيبتها متفجرات بل تحمل بذلا رياضية، وأن المغرب بلد التسامح وغير ذلك من الكلام، ما رأيك في هذه التصريحات؟ هذا كله كلام جميل، ونحن نعرف أن الرياضة يمكنها أن تكون لغة تواصل وحوار، وكذلك الشأن بالنسبة للفن، وهذا كله لا إشكال مبدئي لنا معه، لكننا لا نقصد هذا الموضوع، نحن لا نتحدث عن الرياضية بنفسها، وماذا تحمل في حقيبتها، ولكننا نتحدث عن جنسيتها، وعن كون مشاركتها ليست مشاركة فرد بل مشاركة دولة وكيان غاشم وإرهابي، ويعطي أكبر نموذج على الإرهاب والاستفزاز والاستهزاء بكل الأعراف والقوانين الدولية وكل القيم الدينية والشرائع السماوية، وبالتالي فنحن نرفض مشاركتها ونعتبرها خطوة على طريق التطبيع الذي نرفضه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتسامح معه. كنتم تعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية اليوم الخميس بفاس استنكارا لمشاركة هذه اللاعبة الإسرائيلية، فمالذي وقع؟ عندما توصلنا ببرنامج دوري التنس المنظم بفاس المتعلق بيوم الأربعاء 29 أبريل، وجدنا أنه يتضمن اسم مشاركة، بلدها هو إسرائيل، بمعنى أنها تشارك ممثلة لـإسرائيل، وبناء على هذا البرنامج رفعنا إشعارا للسلطة المحلية بخصوص تنظيم وقفة احتجاجية يوم 30 أبريل على الساعة السادسة بساحة فلورنسا، على أساس أننا لا يمكن أن نسمح باستمرار هذا الاستفزاز لمشاعر المغاربة، ومن منطلق أن من أبسط حقوق إخواننا في فلسطين أن لا نطبع مع من يقتلهم ويذبحهم ويجوع أبناءهم من خلال الحصار الغاشم الذي ما زال مفروضا عليهم.وقد توصلنا في نفس اليوم برسالة خطية من باشا امدينة، يؤكد فيها عدم مشاركة أي لاعبة تحمل جنسية إسرائيلية في دوري كرة المضرب بفاس، ولذلك ارتأينا أنه لاحاجة لتنظيم الوقفة في هذا التاريخ على أساس هذه المراسلة، لكننا سنتابع مجريات الدوري لنتأكد من مشاركة أي لاعبة إسرائيلية ومن وجود العلم الإسرائيلي في الملعب. أما إذا كانت يهودية الأصل وتشارك باسم دولة أخرى فنحن ليس لدينا أي مشكل، لكن الإشكال لدينا في الجنسية الإسرائيلية والتمثيل الرسمي لكيان إسرائيل في هذا الدوري. أوس الرمال مسؤول حركة التوحيد والإصلاح بالجهة الكبرى للقرويين