قال الأمين العام لـ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات المُعتقل في سجون الاحتلال الصهيوني إنه لا يمكن استيعاب المطالبة بتحرير الأسرى فيما تمتلئ السجون الفلسطينية بالمعتقلين على خلفية المقاومة أو الخلاف الداخلي . وأضاف في رسالةٍ خاصةٍ من غرفة العزل الانفرادي في سجن عسقلان بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، يوم الخميس (23-4): لا يمكن الادِّعاء مساندة نضال الأسرى فيما تقوم الأجهزة الأمنية بتنفيذ ما يمليه دايتون من تعليماتٍ لتنفيذ استحقاق ما يسمى مكافحة الإرهاب أي المقاومة الفلسطينية، أو أن يكون جزءٌ مهمٌّ من الأسرى الفلسطينيين ضحايا لتواطؤ الأجهزة الأمنية الفلسطينية المباشرة أو غير المباشرة ضدهم، أو تصنيف الأسرى في السجون الفلسطينية تحت مسمى أسرى أمنيين، سواءٌ كان الاعتقال على خلفية الانتماء السياسي أو مقاومة الاحتلال . واعتبر أن شعار الوفاء للأسرى والأسيرات الذي تزدحم به خطابات المنظمات السياسية والاجتماعية والحقوقية ما زال دون المستوى المطلوب ، مؤكدًا أن الوفاء لهم يتطلَّب أولاً، وقبل كل شيء، توفير الحماية السياسية لهم ولمقاومتهم باعتبارهم أسرى قضية عادلة ومقاومة مشروعة . وأكد سعدات أن قوى شعبنا السياسية تواجه اليوم اختبار صدقها وادِّعاءاتها حرصَها على الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام المدمِّر ، معربًا عن تفاؤله مما سمَّاه النجاحات الجزئية التي أحرزتها جولة الحوار، وينبغي أن تتوَّج الجلسة القادمة بالإعلان عن اتفاقٍ فلسطينيٍّ فلسطينيٍّ، لإعادة بناء بيتنا الفلسطيني الداخلي بكل مؤسساته السياسية والاجتماعية على أسسٍ وطنيةٍ، وبالاستناد إلى وثيقة الوفاق الوطني وإعلان القاهرة حول منظمة التحرير . وطالب سعدات قوى شعبنا بإنجاز حكومة وحدة وطنية بعيدة عن الأجندة الخارجية التي تطالبنا باحترام اتفاقياتٍ سابقةٍ قادت شعبنا إلى الأزمة التي يعيشها ، مشددًا على أن المطالبة باحترام هذه الاتفاقيات كشرطٍ لإنهاء الحصار ينتقص من حق شعبنا في تقرير مصيره، ويُبقيه في دوامة الابتزاز السياسي والمراوحة في نفس المكان وتبديد ثوابته الوطنية . وفي المقابل طالب القيادة السياسية التي ما زالت تتولَّى ملف المفاوضات بمقاطعة الحكومة الصهيونية، واشتراط ضرورة تغيير مرجعيات التفاوض واستبدال مرجعية الأممالمتحدة وقرارات الشرعية الدولية بها ، مشترطًا لذلك الاعتراف من قِبل الكيان الصهيوني بحقوق شعبنا بالعودة وتقرير المصير وإقامة دولتنا المستقلة على كامل الأراضي المحتلة، وفي إطارها القدس كعاصمةٍ لدولتنا الفلسطينية، والإفراج عن الأسرى والأسيرات بعيدًا عن أي شروط، ووقف الاستيطان ، وعملية تهويد القدس، وبناء الجدار الفاصل العنصري . وعلى صعيد الأزمة الراهنة بين مصر و حزب الله ، حذَّر سعدات الدول العربية من أن الخطر الأكبر الذي يهدد سيادتها وأمنها القومي يأتي من دولة الاحتلال ومن أمريكا، قائلاً: إذا كانت النظم لا تستطيع دعم مقاومة شعبنا وإسنادها فلا ينبغي عليها أن تجعل من دعم المقاومة اللبنانية والعراقية أو أحرار العالم فزَّاعة تهدد أمنها القومي، وعلى هذه النظم أن تلجأ إلى حل هذه الأزمة المفتعلة بالطرق السياسية .