دفع دأب عدد غير قليل من وسائل الإعلام الغربية من أحداث 11 شتنبر 2001 على النزوع إلى الربط التعسفي بين الإسلام والإرهاب، وتصوير العالم الإسلامي بصفته الآخر، وأنه خطر يتهدد العالم الحر، وأن العرب والمسلمين مصدر من مصادر الشر من دون تدقيق أو احتراز ولا استثناء. دفع انتشار مثل هذه الأفكار الرابطة المحمدية للعلماء إلى الانخراط في النقاش السياسي والإعلامي في العالم بعدما طغت أسئلة متزايدة الحجم والنوع حول صورة الإسلام والمسلمين في الإعلام العالمي عامة، وفي الإعلام الغربي خاصة، وحول مدى التزام الإعلام بالمهنية والموضوعية. وفي هذا السياق تعتزم الرابطة تنظيم ندوة علمية في موضوع الإسلام والمسلمون في الإعلام، أسئلة الانحياز وازدواجية المعايير، وذلك في إطار الأنشطة الموازية لفعاليات الدورة الخامسة عشر للمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء. ويشارك في هذه الندوة، ثلة من الباحثين والمختصين من بينهم نور الدين ميلادي رئيس مركز الإعلام العربي الإسلامي (جامعة نورث هامبتون ببريطانيا) وحماد بسيوني رئيس مركز بحوث الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إلى جانب نور الدين مفتاح مدير أسبوعية الأيام، وأحمد عبادي الأمين العام للرابطة.وفي هذا السياق، أشارت ورقة تقديمة للندوة أن دراسات قام بها عدد من مراكز البحث الجامعية سنة 2007 كشفت أن 80 في المائة مما تناقلته وسائل الإعلام في بعض الدول، ومنها ألمانيا المعروفة بحيادها المتزن خلال سنة ,2006 يكرس الصورة السلبية عن الإسلام.وأضافت هذه الورقة أن المتتبعين يلاحظون تجاهل الأوجه الإيجابية الكثيرة في هذه الممارسات وفي الثقافة والحضارة الإسلاميتين، مما يتعارض مع الموضوعية وينشئ المشاعر السلبية لدى الرأي العام الغربي تجاه المسلمين.وأكدت أن هذا المنهج في التعامل الإعلامي يشكل ضربا من الإنحياز ضد ربع ساكنة العالم، متسائلة عن مدى تحمل الإعلاميين في العالم الإسلامي جزءا غير يسير من المسؤولية من حيث عدم الإبداع في إيصال المعلومات السليمة البديلة إلى الرأي العام العالمي عامة والغربي خاصة، وعدم ضبط آليات ووسائل المنافسة الإعلامية اختيارا وتحليلا وعرضا وفق عقليات المتلقين وخلفياتهم واستعداداتهم.