بعد تراجع الدبابات الإسرائيلية إلى تخوم قطاع غزة صباح يوم الأحد 18-1-2009 هرعت الطواقم الطبية الفلسطينية والعشرات من فرق الإسعاف والطوارئ إلى مناطق المواجهة في شمال وشرق القطاع، حيث تم انتشال أكثر من 95 شهيداً حتى الآن تركوا أياما ينزفون دون إسعاف. وأوضح الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في اتصال مع الشبكة الإعلامية الفلسطينية أن الفرق الطبية قامت بانتشال 95 جثة معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، وسط توقعات بالعثور على مزيد من الشهداء تحت الأنقاض. وقررت الطواقم الطبية استخدام آليات لرفع الأنقاض في محاولة للبحث عن عشرات المفقودين منذ أيام والذي تعرضت منازلهم للقصف دون أن يسمح للطواقم الطبية من الوصول إليهم بفعل استمرار القصف. وعثرت الطواقم الطبية على جثث حوصر أصحابها في منازلهم أو تركوا ينزفون في الشوارع وتعرضت للتآكل بعد أن هاجمتها الكلاب الضالة، وخاصة في مناطق جبل الكاشف وجبل الريس وشرق جباليا والقرم وعزبة عبد ربه والعطاطرة والسلاطين والفخاري في شمال وشمال غرب القطاع. وفي حي الزيتون شرق مدينة غزة، قال الدكتور حسنين إن الطواقم الطبية عثرت على عدد كبير من جثث أبناء عائلة السموني التي فقدت ما لا يقل عن 30 شهيدا وعشرات الجرحى. و كان أكثر من 110 من أفراد العائلة قد لجؤوا إلى منزل واحد هربا من القصف على منازلهم الأخرى، فأغارت الطائرات عليهم مما أدى إلى سقوط نحو 30 شهيدا فيما أعلن عدد آخر في عداد الشهداء بسبب عدم تمكن الطواقم الطبية من العثور عليهم. ومع استمرار العثور على جثث شهداء تحت الأنقاض يرتفع عدد شهداء الحرب الإسرائيلية التي بدأت في السابع والعشرين من كانون الأول على قطاع إلى أكثر من (1250) شهيدا وبينهم ما لا يقل عن 410 أطفال و108 نساء و108 مسنين وخمسة صحفيين وخمسة أجانب و15 طبيبا ومسعفا، دون احتساب عدد الأطفال والنساء من الجثث التي تم انتشالها صباحا. وفي هذه الأثناء، استمر التحليق المكثف للطائرات الإسرائيلية الحربية في سماء مناطق قطاع غزة، رغم إعلان رئيس حكومة الاحتلال الليلة الماضية وقف إطلاق النار من طرف واحد. وتراجعت الدبابات الإسرائيلية صباح اليوم من عدة محاور في القطاع، أبرزها محاور شمال القطاع في بيت لاهيا والتوام، وفي شرق مدينة غزة وعلى تخوم حي الزيتون، كما انسحبت من مناطق حي التفاح وشرق بلدة جباليا.