حمل الكونغرس في قراره يوم التاسع من يناير الماضي بخصوص الوضع في غزة حركة حماس وحملها المسؤولية الكاملة عما يجري داخل غزة، وأعرب في المقابل عن دعمه القوي والثابت لحق إسرائيل الوجود وتأمين الحدود معترفا لها بحقها في التصرف دفاعا عن النفس لحماية مواطنيها ضد عدوان حماس المتواصل العدوان، وكرر تأكيده على ضرورة وقف حماس إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل واعترافها بحق إسرائيل في الوجود ونبذ العنف وقبول الاتفاقات السابقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما دعا القرار الإدارة إلى تشجيع العمل بنشاط لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وحمل القرار حماس مسؤولية التسبب في استهداف إسرائيل للمدنيين وذلك بوضعها لقادتها ومسئوليها ومقاتليها وأسلحتها في المراكز المدنية واستخدامها المدنيين كدروع بشرية، ودعا القرار مصر إلى بذل كل جهودها من أجل وقف تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة ، مؤكدا استعداد الولاياتالمتحدة لمواصلة تقديم المساعدة لمصر في هذه الجهود، كما طالب حماس بالإفراج عن الجندي جلعاد شاليط الذي اختطف منذ يونيو .2006 قرار صوت عليه غالبية نواب الكونغرس، إذ لم يرفضه إلا خمسة نواب من بينهم النائب رون بول والنائب دينيس كوسينيش، فيما امتنع عن التصويت 22 نائبا، وغاب عن التصويت 16 نائبا، وقد صوت لصالح القرار 222 نائبا ديمقراطيا، ولم يرفض القرار من الديمقراطيين سوى نائب واحد. ويرجع المحللون السياسيون التصويت على هذا القرار بالأغلبية الساحقة للضغط الذي مارسه اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة من أجل تبرير العدوان الذي تقوم به إسرائيل على غزة بحجة الدفاع عن النفس وتحميل حماس مسؤولية قتل المدنيين إذ لم تستطع المنظمات المناشدة للسلام اليهودية مثل منظمة أمريكيون من أجل السلام اليوم، والمسيحية مثل كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط والتي تضم 22 ما بين كنيسة ومؤسسة كنسية، والإسلامية مثل منظمة كير أن تؤثر في أصوات الناخبين، إذ لم يعترض على القرار إلا 5 نواب فيما امتنع 22 منهم. وكانت منظمة كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط انتقدت موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية من الاعتداءات التي ترتكبها إسرائيل على غزة، واعتبرت في رسالة وجهتها إلى الرئيس جورج بوش أنه ليس كافيا بالنسبة للولايات المتحدة أن تحث إسرائيل على تجنب الأهداف المدنية لاسيما في ضوء عزم إسرائيل على مواصلة وتوسيع وتكثيف الهجوم الحالي، وانتقدت بشدة الأعمال العدائية ، واستمرار إغلاق غزة مع قطع أو تأخير المواد الغذائية والوقود والكهرباء والحصول على ما يكفي من الرعاية الطبية لسكان غزة وطالبت بالتدخل على وجه السرعة وبكل مسؤولية من أجل معالجة هذا الوضع، فيما طالبت منظمة أمريكيون من أجل السلام اليوم اليهودية إدارة بوش بالعمل بشراكة مع لاعبين مثل فرنسا ومصر للضغط من أجل وقف فوري للأعمال العدائية ، والتوصل إلى اتفاق شامل يأخذ في الاعتبار المتطلبات الأمنية المشروعة لإسرائيل الاحتياجات الإنسانية لسكان غزة. ومن جهة أخرى انتقدت كير- مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية - في بيانها، إعطاء الإدارة الأمريكية الضوء الأخضر العام للجيش الإسرائيلي لممارسة اعتداءاته على قطاع غزة وقتله للمدنيين والأطفال وأدانت هذه المذبحة التي يجري بأسلحة أمريكية من أموال دافعي الضرائب حسب وصف بيان كير، وانتقدت كير بشدة موقف الإدارة الأمريكية، واصفة إياه بالجبان ومعتبرة أنه، لن يؤدى إلا إلى زيادة المشاعر المعادية للولايات المتحدة في العالم الإسلامي.