أكد أحد مدراء جمعيات القروض الصغرى أن قطاع السلفات الصغرى يعرف أزمة ويجتاز مرحلة صعبة، على الرغم من النمو الذي عرفه القطاع، وذلك بسبب الضوابط والمساطر التي لم تحترم. ومن جهته قال زهير الخيار أستاذ الاقتصاد الجامعي أن القروض الصغرى لم تحقق أهدافها، بل ساهمت في تعميق أزمة شريحة كبيرة من ذوي الدخل المحدود، مضيفا أن بدل تحقيق القرض هدف إخراج الفرد من الفقر، دفعه إلى أخذ قرض آخر وبالتالي الدخول في دوامة من المشاكل. وحسب المصدر ذاته، فإن ارتفاع نسبة فائدة هذه القروض يعمق من صعوبة السداد، وهو لا يهدد القدرة الشرائية للمستفيد فحسب بل يبقى في عملية شد وجذب مع المؤسسة. وتساءل الخيار عن سبب عدم الترخيص لما أسماه جمعيات القرض الحسن التي تقدم قروض بدون فائدة، ولكن بضمانات موضوعية، على اعتبار أن الجمعيات التي توجد في السوق فشلت في برامجها. ووفق مدير الجمعية للقروض الصغرى، فإن ميثاق الشرف وأخلاقيات المهنة لم يفعل، بالإضافة إلى الاتفاقية مع الحكومة التي ما زالت تراوح مكانها، على اعتبار أن الجمعيات لم تضع مخطط بأهداف واضحة من أجل الاستفادة من دعم مالي. وينص هذا الميثاق الأخلاقي على أن تحترم الجمعيات منطق مساعدة الأفراد وليس التنافس فيما بينها، حسب المصدر ذاته، الذي أبرز أن القروض الصغرى أثبتت نجاعتها إلا أن الإشكالية هي خروجها من الأهداف التي تروم مساعدة الأفراد في الإنتاجية ومحاربة الفقر. وفي سياق متصل أكد وزير الاقتصاد والمالية صلاح الدين مزوار، الثلاثاء الماضي، أن قطاع السلفات الصغرى حقق إنجازات ملموسة خلال السنوات الخمس الأخيرة، مشيرا إلى أن هذا النوع من النشاط الاقتصادي ينبغي أن يخضع لتحليل دقيق لتحديد العوامل التي من شأنها إعاقة تطوره. واعترف مزوار، خلال ترؤسه للمجلس الاستشاري للسلفات الصغرى، بكون تطبيق القواعد الاحترازية والاعتماد التدريجي على الضمانات الاتفاقية والمجهودات المبذولة تشكلتقدما كبيرا كفيل بتحقيق نمو سليم ومتجانس لقطاع السلفات الصغرى. من جهته، واعتبر رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات السلفات الصغرى طارق السجلماسي ارتفاع عدد الزبناء دليلا على نجاح القطاع وقال أن هذا القطاع الحيوي حقق تقدما مهما ما بين سنتي2005 و.2007 وأوضح أن هذا الارتفاع بلغ114 في المائة بالنسبة لعدد الزبناء النشيطين، و26 في المائة بالنسبة للمبلغ الإجمالي للقروض الجارية و162 في المائة بالنسبة للعدد الإجمالي للمستخدمين. وأضاف السجلماسي أن القطاع يمنح النساء نسبة أعلى من القروض تصل إلى55 في المائة والرجال45 في المائة، مشيرا إلى أن الوسط القروي يمثل40 في المائة والوسط الحضري60 في المائة. يذكر أن الفيدرالية تتكون من13 جمعية، من بينها12 جمعية نشيطة، تقدم خدماتها لأزيد من مليون و288 زبون، حيث يعمل بها7357 مستخدما.