رجح مسؤول حكومي أمريكي أن تخلص مراجعة سرية لسياسة بلاده في أفغانستان إلى الإقرار بأن الولاياتالمتحدة تفقد السيطرة على الأرض. ونسبت شبكة سي.إن.إن الإخبارية الأمريكية، إلى أحد المشاركين في صياغة تقرير المراجعة قوله إن هناك إجماعا بين الوكالات الحكومية ال24 المشاركة في وضع المراجعة، على أن الوضع في أفغانستان بات كئيبا. ويشرف على إعداد المراجعة التي بدأ العمل فيها منذ 20 سبتمبر المستشار الأعلى لشؤون الحرب في العراق وأفغانستان الليفتنانت جنرال دوغلاس لوتي. وكشف المسؤول الذي رفض ذكر اسمه أن المشاركين في إعداد المراجعة ناقشوا في اجتماعهم السري التطورات الأخيرة في أفغانستان، وتبين لهم أن أعمال المقاومة تضاعدت بنسبة 543 في المائة في السنوات الخمس الماضية، كما ارتفعت نسب زراعة المخدرات 100 في المائة منذ عام 2000 وتراجع دعم الأفغانيين للقوة الدولية بنسبة 33 في المائة خلال الأشهر الماضية. ورجح المسؤول نفسه أن تخلص المراجعة إلى أن الولاياتالمتحدة لا تملك القوة العسكرية الكافية لشن تدخل على الطريقة العراقية في أفغانستان، وأشار إلى أن بلاده عاجزة عن تلبية اقتراح الرئيس المنتخب باراك اوباما القائل بإرسال جنود إضافيين، لأنه ليس بمقدور الإدارة إلا تجنيد بضعة آلاف في الأشهر المقبلة. ورأى خبير عسكري أمريكي أنه حتى لو نجح أوباما في سحب أعداد كبيرة من الجنود الأمريكيين من العراق بعد استلامه السلطة رسميا في 20 يناير 2009 وأمر بإرسالهم فورا إلى أفغانستان، فهؤلاء لن يصلوا قبل يونيو أو يوليو بسبب التعقيدات اللوجستية لإعادة نشر الجنود. ولفت إلى أن هؤلاء الجنود، في حال إرسالهم، لن يقدروا على مواجهة المعارك التي تنشط على أبواب الربيع، كما لن يتمكنوا من تعزيز الأمن في الفترة التي ستسبق الانتخابات الرئاسية الأفغانية المرتقبة في أغسطس .2009 وأفادت سي.إن.إن بأن قائد القوات الأمريكية يشرف على مراجعة خاصة به في 20 دولة خاضعة لنفوذ عملياته في الشرق الأوسط وآسيا، ونسبت إلى ثلاثة مسؤولين أمريكيين يشاركون في إعداد مراجعة قائد القيادة الوسطى الأمريكية ديفيد بترايوس قولهم إن الدراسة تركز بشكل خاص على المناطق الحارة المحتملة للإدارة الجديدة، بما فيها أفغانستان وباكستان وإيران، وسينتهي العمل فيها في فبراير المقبل.