في الوقت الذي كان فيه رجال الوقاية المدنية ينتشلون جثث ضحايا الفيضانات، وكانت العديد من الأسر المغربية تقيم مآثم لأبنائها، وكان آلاف السكان المشردين ينتظرون خياما تقيهم برد الليل، قامت القناتان المغربيتان الأولى والثانية ببث سهراتها الراقصة السبت الماضي؛ دون مراعاة لمشاعر الثكلى واليتامى والمتضررين ضحايا التهميش والبنية التحتية الهشة والمخالفات الواضحة في مجال التعمير. سلوك إعلامنا الرسمي ليس جديدا، فله سوابق في الميدان، إذ دأب على التغريد خارج السرب، وألف الرقص على مآسي المنكوبين في أكثر من مناسبة أليمة، وما حادثة حريق معمل روازمور عنا ببعيد، إذ حافظت حينها القناة الثانية على سهرتها الفنية التي بثتها في يوم المحرقة التي خلفت أزيد من 55 قتيلا، وكأن ما حدث ليس بالفاجعة التي تستوجب تغيير البرامج، وبالمقابل تكتفي بنقل تقارير هامشية يتيمة ومعزولة عن الكوارث الطبيعية والإنسانية.