عاد سكان إمينتانوت إلى تنظيم مسيرة احتجاجية جديدة مساء يوم الجمعة 3 أكتوبر 2008؛ قطعوا خلالها الطريق بين مراكش وأكادير لمدة 3 ساعات، وانتهت برشق بالحجارة في اتجاه الكوميسارية وملحقة الباشوية حيث يرابط رجال الأمن والقوات المساعدة، ويوجد بها عامل الإقليم والكاتب العام للباشوية، وأوضحت مصادر من عين المكان أن تأخر المساعدات والعشوائية في إزالة الأوحال كانت السبب في كل ذلك، كما أججت تصريحات رئيس البلدية للقناة الأولى ـ والتي لم تشر إلى وقوع أية خسائر مادية أوبشرية بالمدينة ـ غضب السكان الذين ساروا في مسيرة احتجاجية أولى الخميس الماضي؛ قاطعين الطريق الرئيسية على مستعمليها من 11 صباحا إلى حدود الرابعة مساء، ورفع المحتجون شعارات تندد بإهمال المسؤولين وتصريحاتهم غير المسؤولة، وتطالب بالتدخل السريع لفك العزلة عن المواطنين. وفي اتصال لـ التجديد برئيس البلدية، أكد الحسين بولقايد أرقام الوفيات والمنازل المهدمة، ووضعية المياه الصالحة للشرب، واصفا الوضع بالكارثي الذي يتجاوز إمكانيات البلدية، ومضيفا أن القناة الأولى بترت تصريحه مما أجج غضب السكان عليه، وطالب بضرورة التدخل وتوفير جميع الإمكانيات الضرورية. وكان الوالي قد عقد لقاء يوم الجمعة بحضور رؤساء المصالح الخارجية مع السكان قبل المسيرة الثانية، والذين طالبوا بالتدخل السريع لإنقاذ المتضررين ، كما جددوا فيه معاناتهم مع الماء الصالح للشرب، حيث أصبحت المنطقة مهددة بأزمة مائية حقيقية بسبب تكسير قنواته، مما جعل السلطات المحلية تجلب الماء من مناطق أخرى لسد نسبة من الخصاص في هذه المادة الحيوية. من جهة ثانية مازال التضارب قائما حول عدد ضحايا فيضان إمينتانوت ، إذ يتحدث السكان عن وفاة آخرين تحت الأوحال منهم إحدى المعلمات، فيما أعلن بشكل رسمي عن وفاة شخصين إثر الأمطار الطوفانية التي ضربت المنطقة ليلة عيد الفطر، وعلمت التجديد أن عدد المنازل المهدمة بسبب الأمطار بلغ أكثر من 10 منازل، فيما 27 منزلا على وشك الانهيار، كما انقطعت المياه الصالحة للشرب على المنازل بعد تكسير قنواته. وأحصى السكان خسائر مادية كبيرة بتلف أثاث وأفرشة منازل، وكميات كبيرة من سلع التجار وجرف سيارات وشاحنات. وبتشييع جثمان اثنين من الموتى يوم العيد؛ تحولت فرحته بالمدينة إلى حزن كبير، زاد منه تجاهل خطب العيد لما حدث، والذي قال عنه شيوخ من السكان إنهم لا يذكرون أن المنطقة عرفته مند عقود كثيرة. وحكى السكان لـالتجديد كيف أن عاصفة رعدية أولى قوية ضربت المدينة بعيد آذان المغرب من يوم الثلاثاء 30 شتنبر؛ أدت إلى وفاة شاب بعد جرفه واصطدامه بشاحنة، ودخوله تحتها، وهو ابن أحد تجار الأثواب بالمدينة المعروف بعبد الله، كما جرفت عددا من السيارات والشاحنات وسلع التجار مع الأتربة، مما أدى إلى سد مجرى الوادي وانتقال المياه إلى داخل المدينة . وأضافت المصادر ذاتها أن عاصفة رعدية أخرى أكثر قوة ضربت بعد ذلك وجرفت أحجارا كبيرة من الجبل إلى داخل المدينة، مما أدى إلى طمس عدد من معالم المدينة أهمها السوق الأسبوعي؛ الذي وصلت المياه فيه إلى علو حوالي أربعة أمتار، فيما تسببت في هدم بيوت، انهار أحدها على الطفل رشيد؛ فأرداه قتيلا وهو من عائلة أولاد أمرزوك، فيما نجا أخوه.