أكد محمد المغراوي أستاذ التاريخ الوسيط بجامعة محمد الخامس بالرباط، في اليوم الدراسي الذي أقيم يوم الأربعاء 28 ماي 2008 بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حول أصول الأمازيغ بين المعطيات الأثرية والتاريخية، أن الحضارة الأمازيغية برزت بقوة مع مجيء الإسلام، مؤكدا في سياق مداخلته أن الحضارة الإسلامية في شمال إفريقيا قامت على أكتاف الأمازيغ وأن العصر الإسلامي شكل عهد بروز الحضارة الأمازيغية، بعد أن كانت ساكنة منذ آلاف السنين. واعتبر المغراوي أن طيلة عهد الاحتلالات الذي مر منه الأمازيغ، ابتداء من عهد الفينيقيين إلى عهد الرومان والوندان والبيزنطيين كان للأمازيغ مشاركات وتفاعلات مع تلك الحضارات، لكنها كانت محدودة، ولم يبرز دورهم الأساسي إلا مع مجيء الإسلام وبنوا معه أكبر الحضارات. وأكد المغراوي طرحه بالإشعاع الحضاري للأمازيغ في بلاد الأندلس، وفي إفريقيا السوداء، وفي بلاد المشرق. كما أوضح أن هناك اختلافا واضحا في المصادر التاريخية حول أصول الأمازيغ، وأن المصادر الغربية ربطت الأمازيغ بالأصل الونداني المنحدر من ألمانيا مركزا على تشابه ملامح الأمازيغ مع الجنس الأوربي، وطرح آخر رجح أن تكون أصول الأمازيغ من فلسطين، وأن هذا الطرح الأخير رد عليه ابن خلدون نافيا نسبة الأمازيغ إلى العرب عبر اعتبارهم كنعانيين من ولد كنعان بن حام بن نوح.في نفس السياق ركز محمد مجدوب أستاذ التاريخ القديم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، على المقاربات التاريخية التي تنسب الأمازيغ إلى الشعوب الأصلية في إفريقيا وهم الليبيون والإيثيوبيون، مشيرا في الوقت ذاته إلى تعايش السكان الأصليين مع بعض الحضارات القديمة التي مرت من شمال أفريقيا، وهم الفنيقيون والإغريق الذي احتلوا السواحل الإفريقية. وفي نفس السياق أكد عبد الواحد بنصر أستاذ الأنثروبولوجا البشرية بالمعهد الوطني لعلوم الآثار بالرباط، وجود بقايا بشرية قديمة في بلاد المغرب تعود إلى 53 مليون سنة، وأن أقدم آثار بشرية وجدت في جهة الرباط، البيضاء، ثم فاس. كما أكد بنصر وجود بقايا بشرية على شكل دلتا ممتدة من جهة البيضاء إلى الجزائر في الشرق وموريتانيا في الجنوب.