يوجد بالمغرب أزيد من ثلاثة ملايين مغربي مهووس بألعاب الحظ واليانصيب، وهو ما جعل قطاع الرهان أصبح يروج مبالغ مالية كبيرة، حيث يصل رقم معاملاته إلى ما يزيد عن 3 ملايير درهم ، لا تشمل أنشطة الكازينوهات التي تستقطب كل فئات المجتمع وكبار رجال الأعمال. وما يزيد من تغلغله في المجتمع المغربي الترويج الذي تقوم به وسائل الإعلام لهذه الألعاب الحرام، في مخالفة لقيم المجتمع المغربي والدستور الذي ينص على أن دين الدولة الإسلام. ويخلف التعاطي للقمار الآخذ في التوسع مآسي اجتماعية كبيرة، وتسبب في جرائم كثيرة من قبيل السرقة والاعتداءات بالضرب والجرح، كما يساهم في توسع دائرة الطلاق. الشيء الذي دفع ببعض الدول الغربية إلى منعه كما هو الحال في بريطانيا عام ، 1853 وأمريكا عام ،1855 والاتحاد السوفياتي سابقا سنة 1854 وألمانيا سنة .1873 أما في المغرب فنجد مؤسسات القمار تبحث بكل الوسائل لتقريب هذه اللعبة من المواطنين من أجل جني أرباح مالية ضخمة مقابل ترك العديد من الأسر تعيش في أوضاع أقل ما يمكن أن نقول عنها أنها مأساوية وتخلف العديد من الضحايا، إضافة إلى ما يجره القمار من ويلات على صاحبه من قبيل ضياع الوقت والمال والجهد والعيش في أوهام وأحلام لا تنتهي. ويشير متابعون في الغرب لألعاب القمار من لوتو وكينو وتيرسي وغيرها الى أن هناك شكوك حول الغش الذي يمارس والذي يذهب ضحيته المشاركون في هذه الألعاب، حيث أن الأرقام التي يتم اللعب على أساسها تسجل في كمبيوتر مركزي وقبل ما يسمى عملية الفرز يكون واضحا لأصحاب الكمبيوتر المركزي الأرقام التي لم يلعب على أساسها أحد. وبعملية حسابية بسيطة يتضح أنه للفوز يجب اللعب أكثر من 503 مليار مرة. وبدون ذلك تكون حظوظ الفوز صفرا، متبوعا بفاصلة، وراءها اثنى عشر صفرا فواحد. ولعل أبلغ ما قيل في هذه الظاهرة، ما استهل به الدكتور أكرم زيدان كتابه سيكولوجية المقامر، الذي صدر ضمن سلسلة عالم المعرفة مارس,2005 حيث قال لكل إنسان غلطة واحدة على الأقل، أما أن تكون مقامرا فهذه هي غلطة العمر كله، لأنك تستمر يوما بعد يوم في خسارة، فقد تعطيك المقامرة اليوم، وتعذبك غدا وتفضحك بعد غد، وتنال منك وتجعلك تتقاعد مع الخاسرين. ولعل العديد من المغاربة ارتكبوا أخطاء العمر كله، وما زالوا ينتظرون ينتشلهم من أوحال هذه اللعبة اللعينة.