كشف مصدر مطلع أن نسبة المتمدرسين في التعليم الأولي العتيق تراجع بنسبة 3% سنويا منذ سنة 2001 حتى سنة ,2007 في مقابل التعليم الأولي العصري الذي ارتفعت أعداد المتمدرسين به بنسبة 10% سنويا، وأكد المصدر أن من بين حوالي 706 آلاف طفل حسب إحصاء ,2007 ثمة حوالي 570 ألف طفل في التعليم الأولي العتيق، و722,135 ألف في التعليم الأولي العصري، ملفتا الانتباه إلى أن هذا الطور من التعليم عرف تراجعا عاما في أعداد التلاميذ من 817 ألف سنة 2000 إلى 706 ألف سنة .2007 وأكد المصدر أن عدد الأطفال في التعليم الأولي العتيق تراجع من حوالي 700 ألف سنة 2000 إلى حوالي 570 ألف سنة ,2007 في حين ارتفع عدد الأطفال خلال الفترة ذاتها من 281,67 إلى 722,135 ألف طفل. منبها إلى أنه بالرغم من أن أعداد المتمدرسين في التعليم الأولي العتيق يمثلون ثلثي العدد الإجمالي، فإن الارتفاع المسجل في التعليم الأولي العصري لم يتمكن من تعويض التراجع المسجل في أعداد المتمدرسين في التعليم الأولي العتيق. وأرجع خالد الصمدي، رئيس المركز المغربي للدراسات والبحوث التربوية، في تصريح لـالتجديد، التراجع الحاصل في التعليم الأولي العتيق مقارنة مع التعليم الأولي العصري، إلى الصعوبات والتعقيدات الإدارية التي وضعتها الدولة في السنوات الأخيرة، للحصول على الترخيص بفتح الكتاتيب القرآنية، والذي يتحكّم فيها الهاجس الأمني بالدرجة الأولى. وأكد الصمدي أن النظام الذي كان معمولا من قبل كان يكتفي بترخيص من نيابة وزوارة التربية الوطنية، في حين يتطلب اليوم تراخيص عدة من قطاعات حكومية مختلفة، كما لو أنك ستفتح شركة وليس كُتابا قرآنيا على حدّ قوله. وعزى تقرير المجلس الأعلى للتعليم تراجع عدد المتمدرسين في التعليم الأولي إلى انخفاض سن الالتحاق بالمدرسة العمومية من 7 سنوات إلى 6 سنوات، ثم إلى 5 سنوات بالنسبة للأطفال القرويين، حيث انتهزت الأسر المغربية فرصة هذا التمييز بتسجيل أبنائها في المدرسة العمومية دون المرور من التعليم الأولي العتيق. الوزارة الوصية ولكي تتصدى لهذا التراجع، اتخذت إجراءات محددة، منها مشروع إحداث 1500 قسم دراسي للتعليم الأولي في السنة، داخل المدارس الابتدائية، إلى جانب إطلاق تجارب دمج أقسام التعليم الأولي في السلك الابتدائي. وهي إجراءات كان قد نصّ عليها الميثاق الوطني للتربية والتكوين. مع التغييب التام للتعليم العتيق الذي يشكو من تعقيدات المساطر والإجراءات، وضعف الاهتمام به. واعتبر الصمدي أن تبسيط المساطر بالنسبة للتعليم الأولي العتيق، من شأنه أن يسهم في تعميم التعليم الأولي الذي فشلت الحكومة في تحقيقه في سنة ,2004 كما حدّد ذلك الميثاق، وبالنظر لكونه مجاني، وفي متناول الأسر المغربية الفقيرة، في حين يعدّ التعليم الأولي العصري مؤدى عنه، وليس في متناول هذه الأسر.