أكد عباس الجراري عضو أكاديمية المملكة المغربية أن هذه الأخيرة تمكنت من جمع نحو ستة آلاف من قصائد فن الملحون لشعراء مغاربة كبار. وأضاف مستشار الملك، خلال ندوة نظمت يوم الجمعة الماضي بفاس في إطار المهرجان السادس لفن الملحون في موضوع المشروع العلمي لأكاديمية المملكة في مجال الملحون، أنه تم تشكيل لجنة موسعة تتكون من نحو خمسين باحثا في مجال الملحون من أجل القيام بعمل علمي للتجميع والتوثيق وتحقيق أعمال الملحون لرواد كبار طبعوا بإسهاماتهم الجليلة هذا الفن العتيق. وأوضح أنه في نهاية عمل مضن من أجل التوثيق المعلوماتي لهذه الأعمال، فقد دأبت اللجنة على تصنيف القصايد التي تم تجميعها على شكل مجموعات شعرية (دواوين)، مضيفا أن العديد من هذه الدواوين سترى النور خاصة ديوان عبد العزيز المغراوي وسيدي قدور العلمي والشيخ المتيرد والشيخ بلكبير وآخرون. وأشار إلى أن ديوان الشاعر الكبير عبد العزيز المغراوي سيكون أول عمل من بين سلسلة من المجموعات الشعرية ستنشرها الأكاديمية، مضيفا أن تحقيق هذه المجموعات الشعرية يندرج في إطار مشروع موسع أكثر يتعلق بـموسوعة الملحون التي سيتم إغناؤها بالعديد من الدراسات التي أنجزها باحثون مغاربة من مختلف جهات المملكة. وأبرز، من جهة أخرى، إسهام الشيوخ المنشدين والشعراء المغاربة في إشعاع فن الملحون، مشيرا إلى أهمية ضمان نقل هذا الفن النبيل للأجيال الصاعدة، مؤكدا على ضرورة فتح شعبة مخصصة لدراسة فن الملحون بالمعهد الموسيقي بفاس. وشدد الجيراري، من جهة أخرى، على ضرورة بذل الجهود خلال عملية اختيار القصائد التي يتم نشرها في وسائل الإعلام السمعية البصرية أو خلال المهرجانات بهدف تمكين الجمهور من الاستمتاع بأعمال شعراء مغمورين تناولوا مواضيع مختلفة فيما بينهم. ودعا مستشار الملك، في هذا الإطار، إلى ضرورة المحافظة على التراث الثقافي المغربي عامة بشكل علمي عبر تشجيع الأبحاث الأكاديمية على الخصوص في هذا المجال.