ترددت أخبار عن إلقاء القبض على بعض المعتقلين من الفارين التسعة من معتقلي ما يسمى بـالسلفية الجهادية بالسجن المركزي للقنيطرة، في وقت رفضت فيه الجهات الرسمية إمداد الصحفيين بالمعلومات المتوفرة من أجل تنوير الرأي العام، ففي وقت أجابت الكاتبة المكلفة بمكتب محمد ليديدي الكاتب العام لوزارة العدل التجديد بالقول لقد كلفني بأن أجيب الصحافيين بأنه لا جديد في الموضوع، وأن التحريات ما تزال جارية، اكتفت إدارة السجن المركزي بالقنيطرة بالقول يمكنكم الاتصال بالإدارة العامة للسجون فلديها معلومات هذه الأخيرة أكدت عدم وجود المسؤول عن الإدارة الدكتور جواد أعمار بمكتبه. وحسب مصادر مطلعة، وخلافا لما راج في وسائل الإعلام من كون عملية الفرار تمت الإثنين، فإنها تمت ليلة الجمعة أو فجر السبت. وفي السياق ذاته أكدت خديجة الملوي، زوجة محمد الشاذلي، أن مصالح الأمن بسلا أخبرت أحد أقارب زوجها مساء الثلاثاء 8 أبريل 2008 بأنه تم إلقاء القبض على الفارين، موضحة أنها مازالت لم تصدق خبر فرار زوجها الذي قامت بزيارته يوم الجمعة الماضي رفقة ابنتهما. واعتبرت ملوي، في تصريح لـالتجديد أن مصالح الأمن هي المسؤولة عن مصير زوجها لأنه كان معتقلا لديها، مؤكدة أن المصالح الأمنية قامت باستدعاء والدته وأخيه من أجل الاستماع إليهما. ومن جهتها أكدت خديجة الفلاحي، أم عبد الهادي الذهبي، أن ما أقدم عليه ابنها غير صحيح لأنه بهذا العمل سيحرم أسرته وأبناؤه من رؤيته، مبينة، في حديثها لـالتجديد أن آخر زيارة له كانت يوم الأربعاء الماضي. ومازالت الطريقة التي فر بها السجناء تثير الكثير من الأسئلة في غياب بلاغ رسمي في الموضوع، وأكد أحد السجناء السابقين بالسجن المركزي بالقنيطرة، أن عملية الفرار من هذا السجن يصعب تصديقها، قائلا إن الفرار لن يكون إلا بمساعدة جهات أخرى لأن هذا السجن يخضع لإجراءات أمنية مشددة وتوجد به مختلف الأجهزة الأمنية، لكن يختلف معه في الرأي أحد السجناء، الذي أمضى سبع سنوات هناك، حيث قال يمكن أن يتم حفر 100 متر في ظرف يومين لكون السجن متقادم وأرضيته مهترئة. وأشار إلى أن حي (أ) الذي كان يقيم فيه المعتقلون قريب من السكن الوظيفي للمدير، مذكرا بعملية فرار عن طريقة الحفر تمت في التسعينات قام بها سجينين من نزلاء الحق العام وتم إلقاء القبض على أحدهما فيما فر الثاني، لكن السؤال المطروح، يضيف المتحدث نفسه، هو أين تم وضع التراب المستخرج من عملية الحفر؟ يذكر أن تسعة من معتقلي ما يسمى بـالسلفية الجهادية ويتعلق الأمر بكل من الأخوين كمال ومحمد الشطبي، عبد الهادي الذهبي، محمد مهيم، هشام العلمي، عبد الله بوغمير، حمو الحسناوي، طارق أولحياوي ومحمد الشاذلي، فروا يوم الإثنين الماضي من السجن المركزي بالقنيطرة، غير أن مصدرا إعلاميا أكد أن عملية الفرار تمت يوم الجمعة الماضي. ونقلت مصادر إعلامية أمس أن هناك سيناريوهات عّدة لرجال الأمن حول كيفية اختفائهم بعد خروجهم من السجن، أقربها أن تكون سيارتان في انتظارهم أو توجههم راجلين إلى ساحل البحر في حال كان هناك قارب في الانتظار.