لقد طُرح هذا السؤال في عرض العالم الإسلامي و طوله و نُظمت مظاهرات و تكلم العلماء في هذه القضية. من الطبيعي أن يغضب كل مسلم أينما وجد إذا علم أن أشخاصا يسيؤون للإسلام و للقرآن الكريم و للنبي محمد صلى الله عليه و سلم، وهذا يدل على أنه يحب دينه ونبيه وهو على استعداد للدفاع عن هذه الحرمات بماله وبدمه ويقول الله تبارك وتعالى في الآية 30 من سورة الحج بسم الله الرحمن الرحيم ( ذلك و من يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ) صدق الله العظيم وهذا دليل قاطع على أن المسلمين متمسكين بدينهم. ولكن رد الفعل العفوي والتلقائي لا يعفينا من تحليل الوضع و البحث عن أسباب هذه الإساءات المتكررة ومكمن الخلل، الكل يعلم أن سكان الدانمارك وسكان هولندا والغرب عامة لا يعرفون الكثير عن الإسلام ولا عن النبي صلى الله عليه ولا عن القرآن الكريم لأن علماء المسلمين لم يعملوا بما فيه الكفاية ليعرفوا هؤلاء القوم بديننا، فهم لا يعرفون محمد صلى الله عليه و سلم ولو عرفوه حق المعرفة لآمنوا به لأن غالبيتهم يبحثون عن الحقيقة ومنهجية تعليمهم منذ الصغر ترسخ في أذهانهم الإيمان والتصديق بكل ما هو جلي ومنطقي ويبغضون الجهل و الغموض. وإن العلماء سيسألون يوم القيامة على هذا التقصير وعلى عدم تبليغ الرسالة والتعريف بنبيهم وبالقرآن الكريم إلى عامة الناس في العالم. ومن نتائج هذا القصور في تبليغ هذه الرسالة أن ما يعرفه الإنسان عامة في الغرب عن الإسلام هو تصرفات المسلمين وتخلفهم و اختلافاتهم، وسكان أروبا و أمريكا لا يعرفون الرسول، و الرّسُل عندهم في وقتنا الحاضر هم الناس الذين أرسلناهم إليهم و الذين يفجرون أنفسهم و يقتلون أشخاصا أبرياء والإسلام عندهم هو ما يبلغه إليهم رسل السوء، وحينما ينشر صحفي في الدانمارك الرسوم المسيئة للرسول فإنه يرسم الرسوم المسيئة للرّسُل الذين أرسلناهم إليهم لأنهم لا يعرفون محمدا صلى الله عليه و سلم. الغرب يرينا أنفسنا في المرآة و يقول الله تبارك و تعالى في الآية 11 من سورة الرعد ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم لا تنفع العاطفة ولا ينفع البكاء والنحيب ولا تنفع المظاهرات وأعمال الشغب فمن يفعل هذا كله يعطي صورة مشوهة عن الإسلام و عن القرآن الكريم ولا يمكن أن يدافع عن الرسول صلى الله عليه و سلم بهذه الطريقة. النبي صلى الله عليه و سلم دافع عن الإسلام و بلغه في مكةالمكرمة مدة 13 سنة بالحكمة و الموعظة الحسنة والحجة البالغة، ولقد أساء إليه المشركون و لكن لم يرد عليهم بالمثل بل أمره الله تبارك و تعالى أن يصبر على أذاهم.