علمت التجديد من مصادر مطلعة أن عددا من بارونات المخدرات بالناظور يستعدون لخوض غمار الانتخابات الجماعية المقبلة، من خلال الاجتماعات واللقاءات التي تعقدها في هذا الشأن بإحدى الفنادق المصنفة بالناظور. وأفادت ذات المصادر أن بعض الوجوه المنتخبة على صعيد البرلمان بسطت نفوذها داخل إحدى الأحزاب السياسية وتشجع بعض تجار المخدرات على الانخراط في هذه الأحزاب ليتم تزكيتهم فيما بعد للترشيح في الانتخابات وهو ما تؤكده خلال زياراتها المتكررة للناظور. وعزت المصادر المذكورة ذلك إلى فشل السلطات في ردع تجار المخدرات الذين يتهافتون على خوض غمار الانتخابات، سواء التشريعية منها أو البلدية، والتي غالبا ما تواجه بانتقادات لاذعة من لدن بعض السياسيين والمواطنين، الذي يفضلون العزوف وعدم المشاركة في هذه الانتخابات بحكم إدراكهم المسبق لما ستفرز عنه مثل هذه الانتخابات من نتائج لا تتماشى وتطلعات الشعب المغربي، الذي يطمح إلى إنتاج ممثلين قادرين على الدفاع عن مشاكل المواطنين والاستجابة لمتطلباتهم وتمثيلهم، خير تمثيل بدل السعي وراء تحقيق مصالحهم الشخصية. ويعبر الرأي العام المحلي بالناظور عن قلقه من ظاهرة مشاركة أباطرة المخدرات ولوبي الفساد في الاستحقاقات الانتخابية، وتغلغلهم في النسيج الاجتماعي لإنتاج منتخبين فاشلين على مستوى الجماعات والبلديات، وكذا قبة البرلمان هدفهم الوحيد هو الحصول على الحصانة لحماية مصالحهم وثرواتهم غير الشرعية، لتزيد المنطقة تأزما خصوصا. وحسب ما يروج في أوساط الساكنة فإن الوجوه المألوفة التي اعتادت اختراق المجالس البلدية والقروية، تسعى مرة أخرى إلى ولوج الأخيرة بقوة المال الحرام، والتي تجد أحيانا من يشجعها من خلال منحها تزكيات حزبية، وهو ما جعل عدد من المراقبين للاستحقاق التشريعي الأخير يبرزون الدور الكبير الذي قام به المال في تحديد مصير عدد من الدوائر الانتخابية، ومن بين من يستعملون المال الحرام أباطرة تجارة المخدرات في منطقة الريف. ومن جهة أخرى، فإن الوجوه التي ألفت تمثيل إقليمالناظور لم تقدم للمنطقة ولساكنتها أي جديد على مستوى الإصلاحات، ولم تساهم في تنميتها بقدر ما عملت على جعل المنطقة أشبه بسلة المهملات، ومحطة للتهريب وعبور مخدرات نحو الضفة الأخرى، حتى صار السمعة السيئة لصيقة بمنطقة الناظور، إلى حين إعلان جلالة الملك محمد السادس عن مبادرة التنمية البشرية، والتي تجسدت في خلق عدة مشاريع التي من شأنها تغيير ملامح المدينة، وجعلها في مستوى كبريات المدن المغربية.