أجمعت المداخلات التي ألقيت في أنشطة الجامعة الشتوية للقيادات الطلابية التي نظمتها حركة التوحيد والإصلاح بشراكة مع منظمة التجديد الطلابي، التي اختتمت أشغالها يوم الأحد 17 فبراير 2008 بالرباط، على أهمية دعم الشراكة بين التنظيمين، وباقي تخصصات المشروع الإصلاح العام في المجتمع، كما أكد المحاضرون من قيادات المكتب التنفيذي للحركة، ومسؤولي المنظمة، على ضرورة الفعالية الميدانية لأطر المنظمة وقيادييها في تنزيل مشاريع المنظمة، والتمكين العملي والميداني للمشروع الإصلاحي وتصوراته في الجامعة المغربية. هذا، وكانت المنظمة قد انطلقت أشغالها ليلة الجمعة الماضية، بمحاضرة للأستاذ عبد الإله بنكيران عضو المكتب التنفيذي للحركة، بعنوان كيف نقيم الدين في أنفسنا؟، ركز فيها على أهمية التربية النفسية وصلاح الإنسان في نفسه مع الله، كمرتكز في كل عملية إصلاحية ناجحة، وأكد بنكيران أن حب الله ورسوله والعمل للآخرة، هو الطريق الأسلم نحو التمكين لدين الله في الأرض، منبها إلى التحديات التي بات يشكلها طغيان الماديات على سلوك المسلمين واهتماماتهم، مبينا خطورة هذا النموذج اليوم على الدعوة الإسلامية. وفي لقاء مفتوح مع المكتب التنفيذي للحركة صباح يوم السبت، قال محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح إن وحدة المشروع الذي يجمع بين المنظمة والحركة هو ما ييسر سبل التعاون والشراكة، ويسهل الإدماج والانخراط لأعضاء المنظمة في المشروع العام للحركة بعد التخرج من الجامعة. وركز الحمداوي في مداخلته على عناصر الوضوح وحسن الاستيعاب، مؤكدا أن استيعاب الرسالة من قبل الأعضاء هو مسؤولية القيادة، في حين تبقى مسؤولية الأعضاء هو الانخراط القوي في العمل بمقتضيات المشروع والدعوة إليه بفعالية ورسالية، وهي عناصر مجتمعة لا تكتمل يقول الحمداوي إلا بتحقيق الفعالية في التدافع، باعتبارها عملية مشتركة بين القيادة والأعضاء، من أجل تحقيق مقصد إقامة الدين وإصلاح المجتمع. من جهته، ركز الدكتور مولاي عمر بن حماد على أهمية التجديد المستمر في عمل الحركة وهيئاتها المتخصصة، مشددا على أهمية الإعداد والتخريج بالنسبة لأعضاء الحركة والهيئات المتخصصة، ومركزا على أهمية التأهيل والتهذيب والاستثمار للعنصر البشري من أجل أن يكون رافعة للمشروع العام للحركة. بعد ذلك، كانت القيادات الطلابية على المستوى المحلي على موعد مع الأستاذ مصطفى الفرجاني رئيس منظمة التجديد الطلابي في موضوع بعنوان منظمة التجديد الطلابي: قضايا وإشكالات، أكد أن مسيرة العمل الطلابي الإسلامي وتطور التجربة الطلابية الإسلامية بالجامعة وتعدد انجازاتها ومشاريعها، وتنامي انتظارات الطلاب منها، أفرز إشكالات وأسئلة جديدة حول مستقبل العمل الطلابي عامة والعمل الطلابي الإسلامي خاصة. وأضاف الفرجاني أن ذلك كان وراء إطلاق تجربة جديدة في مسيرة جديدة للحركة الطلابية تمثلت في منظمة التجديد الطلابي. مؤكدا أنها أطلقت عددا من المبادرات الجادة التي تستهدف النهود بالحركة الطلابية في الحاضر والمستقبل، من قبيل منتدى الباحثين الشباب، والمبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان، والمبادرة الطلابية ضد العنف، وملتقى الدعاة الشباب، إضافة الى عدد من المشاريع، وأكد الفرجاني على أهمية الفاعلية الميدانية في التمكين لهذه المشاريع في الجامعة المغربية.