تنبه في الأونة الأخيرة النسيج الجمعوي للتنمية لإنتاج الزرابي تازناخت إلى المضاربات التي أصبحت يعرفها سوق الزربية بمنطقة تازناخت والتي تعتبر ممرا سياحيا مهما، وتعتزم العديد من نسوة المنطقة على تأسيس إطار ينظم القيمة الثراتية والاقتصادية للزربية ويعطيها طابعها المنطقي الأصيل. وأشارت صفية أمينو رئيسة النسيج الجمعوي أن الدافع الأساسي نحو تنظيم إنتاج الزربية وتسويقها هو الخلفية الاجتماعية للعديد من الأسر المنتجة، حيث تعتبر الزربية مصدر عيش العديد من القبائل الووزكيتية، بالإضافة إلى إخراج الأسر من سوق أسود يسيره الكثير من سماسرة الإرشاد السياحي والذين ينتقصون من قيمة الزربية مستغلين حاجة الأسر الاجتماعية. وأضاف المصدر ذاته أن البداية كانت صعبة خصوصا أمام وضع اجتماعي مزري للمرأة القروية، بحيث أن فرصة الدعم الذي حضيت به المنطقة في الزيارة الملكية الأخيرة لتازناخت والتي منحت المنطقة فضاء للتسويق في إطار مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وهي فرصة ثمينة ستسمح بتسهيل عملية التسويق على الأقل في نطاق تازناخت الإقليمي. وأكدت أمينو وجود العديد من المشاكل في قطاع إنتاج الزرابي، موضحة أن أول مشكل يتجلى في ضعف تسويق المنتوج وبالكيفية المناسبة بعيدا عن مضاربات المنتحلين لصفة المرشد السياحي والكثير من الوسطاء المستغلين لوضعية المرأة كوسيلة لمضاعفة ربحهم، ومع غلاء المواد الأولية ومنافسة أنواع جديدة من الزرابي البعيدة عن الأصالة في موادها التصنيعية، هناك تراجع في استعمال مواد أساسية تقليدية في صناعة الزربية مثلا الألوان الطبيعية والمواد التقليدية الأخرى يحاول النسيج إعادة إدخالها في عملية الإنتاج. واستطردت رئيسة النسيج قائلاة أن هناك أهداف اجتماعية حقيقية يوفرها سوق الزرابي للعائلات المنتجة، حيث أن الزربية يتم العمل عليها وانتاجها داخل بيوتات القبائل التي يصل عدد افرادها 5000 داخل المجال الووزكيطي، و يستفيد الكثير منها من دروس محو الأمية ومن دعم النسيج في أنشطة أخرى مدرة للدخل، كما تسعد المرأة بالمدخول الذي يوفره تسويق الزربية داخل الجمعيات التابعة لها. ويبقى انتشال المرأة من التسويق الفوضوي ومن استغلال السماسرة أكبر تحد لهذه المؤسسات الجمعوية، بالإضافة إلى الدعم المطلوب في إحداث مواقع للبيع والتسويق داخل الجهة وخارجها لما تكتسيه الزربية من قيمة كبيرة لدى السياح و عشاق التراث والأصالة. يشار إلى أن النسيج الجمعوي للتنمية ينتمي إلى منطقة تازناخت والمناطق القروية التابعة لها، والمسماة بمنطقة واوزكيط الشاسعة التي تضم خمس جماعات تتقاسمها دائرة تالوين التابعة لإقليم تارودانت ومدينة تازناخت.