لماذا هذا الخوف والتخويف من الحضور الإسلامي في الغرب؟ لماذا تضاعفت حدته بعد أحداث 11 شتنبر 2001؟ لماذا تحركت الآلة الصهيونية لإشعال الحرائق ودق طبول الخوف من المسلمين؟ هل لذلك علاقة بانقلاب الصورة واعتبار الأوروبيين أن الكيان الصهيوني وأمريكا من أخطر الأخطار على العالم؟ هل أحست الصهيونية أن البساط بدأ يسحب من تحت رجليها بسبب النشاط الإسلامي الأوروبي؟ حالة الحضور الإسلامي في الغرب عامة وفرنسا خاصة تدعو للشفقة: فهناك من جهة الحرب الإعلامية التهويلية التي تقودها أبواق متحاملة متطرفة تضيق ذرعا بالإسلام والمسلمين، وهناك من جهة ثانية المعالجة الأمنية للدول الغربية، وهي المعالجة التي لا تختلف عن معالجة الدول الإسلامية بضغط أمريكي واضح، ولو كان على حساب حقوق الإنسان وكرامته. ومن جهة ثالثة هناك تدخل الدول الأصلية التي ينحدر منها هؤلاء المسلمون، على الرغم من حرصهم الدائم على تجنب هذا التدخل الذي يجري تحت سمع وبصر الدول الأوروبية. وهكذا يسير مسلمو أوروبا في طريق مليئة بالألغام والمنعرجات الصعبة، مع الحرص الشديد على تحقيق بعض المكاسب واجتناب أكبر ما يمكن من الخسائر. أحسن تعبير عن هذه الحالة هي التي وصفها فانسن جيسير، الباحث الفرنسي المتخصص في وضع المسلمين في فرنسا وتونس، والذي سبق له أن زار بلادنا بدعوة من جمعية المسار ومركز طارق بن زياد خلال هذا العام: يريدون مسلما بلا صوت ولا رائحة، ومسجدا بلا مئذنة. وهذا وصف ينطبق أيضا على أحوال المسلمين في كثير من الأقطار الإسلامية أيضا. الأجوبة عن الأسئلة الأولى تجدونها في هذا الملف الذي يتكون من مقالين تحليلين: الأول محاضرة فانسن جيسير ألقاها في كل من فرنسا والمغرب حول أسباب الخوف من الإسلام وتصاعد هذا الشعور المسمى إسلاموفوبيا. والثاني مقال تحليلي كتبه المحلل المصري صلاح الدين حافظ في صحيفة الأهرام (العدد 42394 السنة 126 يناير 2003)