في إطار الجهود التي تُبذل للقضاء أو الحد من البطالة المستشرية بين صفوف الشباب بقطاع غزة المحاصر منذ عشر سنوات، فتحت جمعيات خيرية أبوابها لمساعدة الغزيين في تخطي أزمات حياتهم الثقيلة وتقديم المساعدة لهم. آخر المشاريع التي طُرحت في قطاع غزة ولاقت استحساناً كبيراً لدى المواطنين وخاصة فئة الشباب منهم، مشروع "الزواج المجاني لمن يحفظ كتاب الله"، فتقوم الجمعيات الخيرية بالتكفل بمصاريف الزواج كافة، إضافة لدفع مبلغ مالي كبير للعروسين، شريطة أن يكون العريس من حفظة القرآن. حفظة القرآن الكريم من الغزيين والذين يُقدر عددهم بالآلاف، باتوا أمام فرصة كبيرة لاستغلال المشروع الجديد لصالحهم والتقديم بطلب الزواج المجاني، وتخطي أبرز العقبات التي تعترض طريقهم في ظل ارتفاع المهور وتكاليف الزواج الباهظة. - مشروع أنقذ المئات: وائل قديح، من سكان وسط مدينة غزة، اعتبر المشروع "فرصة تاريخية" لا يمكن أن تعوض في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي يعانيها السكان؛ فهو مثلاً من حفظة القرآن وهو خريج قسم "لغة عربية" ويصطف بجانب زملائه الخريجين في طابور البطالة الطويلة بالقطاع. قديح (27 عاماً)، يقول: "في البداية، قرأت عن هذا المشروع عبر صفحات الفيسبوك، ولكني لم أهتم بالأمر؛ لكون المشروع غريباً ولم يحدث مسبقاً، لكن بعد أيام قليلة فقط سمعت عن المشروع بشكل رسمي عبر وسائل الإعلام، فعلمت أن الفرصة التي انتظرتها طويلاً اقتربت مني". ويضيف قديح: "على الفور، اتصلت بالجمعية التي ترعى هذا المشروع، فتأكدت منها وسارعت بأخذ كل المعلومات المطلوبة مني لأكون من ضمن الذي سيقع عليهم الاختيار للزواج المجاني"، موضحاً أنه حفظ كتاب الله وهو في ال17؛ واليوم يكافئه الله بذلك. حالة الفرحة التي انتابت المواطن (قديح) شاطره فيها صديق طفولته "ياسر قنيطة"، والذي قضى برفقته في المسجد القريب من بيتهم معظم أيام حياتهما، وحفظا معاً كتاب الله ونالا قبل سنوات العديد من الجوائز من أسرة المسجد.