أعرب مسلمو أوكرانيا عن قلقهم من انقسام البلاد بين معسكر مرشح الحكومة ومعسكر مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية، وأكدوا حرصهم على ضرورة وحدة أوكرانيا ونبذ كل ما يؤدي لتجزئتها واستمرار مسيرة الديمقراطية، في حين قضت المحكمة العليا الأوكرانية بإلغاء نتائج الانتخابات، بعد إقرارها بوقوع عملية تزوير كبيرة، وأمرت اللجنة الانتخابية المركزية بتحديد موعد لجولة ثانية. وفي بيان نشر الجمعة الماضي، قال اتحاد المنظمات الاجتماعية الرائد، وهو أكبر منظمة إسلامية في أوكرانيا، إنه انطلاقاً من إيمانه بوحدة أوكرانيا واستقلالها، وحرصا منه على ترسيخ معاني الأمن والاستقرار فيها، يتابع بقلق بالغ الأحداث والمستجدات اليومية حول الخلاف الدائر قي موضوع الانتخابات الرئاسية. وأضاف الاتحاد أنه ينظر إلى هذه الأحداث بعين الوفاء والحرص على بلد احتضنه واحتضن غيره من أصحاب الديانات والثقافات المختلفة، التي عاشت على أرضه بأمن وأمان وسلام، مشيرا إلى حرصه على الوقوف وقفة وفاء لهذا البلد متعدد الثقافات. وفي البيان الصادر عن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا، أهاب الرائد بالمسلمين المحليين وبالجالية العربية والإسلامية أن ترفع أكف الضراعة إلى الخالق عز وجل أن يحفظ وحدة أوكرانيا، وأن يوحد أبناءها على الخير، وأن تنتهي أزمتها بسلام ووئام، ليكون أبناؤها يدا واحدة تعمل على بناء الوطن والحفاظ على وحدته وسلامته وسيادته. وقال الرائد في بيانه: نؤكد حرصنا على استمرار مسيرة الديمقراطية، التي هي أمل الشعوب في العالم كله، وبها يمكن نشر الخير والمحبة، وعليها يقوم ازدهار المجتمعات وتقدمها في جميع المجالات. واتحاد المنظمات الاجتماعية الرائد، هو المظلة التي تنضوي تحتها الجاليات العربية والإسلامية في أوكرانيا، ويضم الاتحاد 10 جمعيات إسلامية منتشرة في 10 مدن أوكرانية، بالإضافة إلى ثلاثة مراكز إسلامية. والاتحاد عضو في الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وعضو في اتحاد المنظمات الطلابية العالمية، وعضو مؤسس في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا. ويتجاوز عدد المسلمين في أوكرانيا مليوني مسلم، أي ما يقرب من خمسة بالمئة من عدد سكان أوكرانيا البالغ 48 مليونا، وهم من جنسيات مختلفة تضم تتار القرم، وهم من أصول تركية، وتتار قازان، وهم من مناطق القوقاز، استوطنوا أوكرانيا من مئات السنين، كما أن هناك أعدادا من الأذربيجان والشيشان والأوزبك، إضافة إلى الجالية العربية والإسلامية. وتشكل نسبة الأوكرانيين من التعداد العام 77,8%، والروس 17,3%، والروس البيض 0,6%. . وتعيش أوكرانيا أزمة سياسية عاصفة اندلعت بعد الإعلان رسميا عن حصول مرشح الحكومة فيكتور يانوكوفيتش، رئيس الوزراء على أكثر من 49 % من الأصوات في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الأوكرانية، مقابل أقل من 47 % من الأصوات لمرشح المعارضة فيكتور يوشينكو، وسط تجاذبات حادة في البلاد بشأن مدى نزاهة العملية الانتخابية. وهو ما أدخل البلاد حالة من الاحتجاجات والتظاهرات من قبل المعارضة المطالبة بإلغاء الانتخابات. وفي أحدث تطورات بالأزمة، قررت المحكمة العليا الأوكرانية الجمعة الماضي إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية، التي جرت يوم 21 من الشهر الماضي، بعد أن أقرت بوقوع عملية تزوير كبيرة. وأمرت المحكمة، اللجنة الانتخابية المركزية بتحديد موعد جديد لجولة ثانية أخرى من الانتخابات الرئاسية، خلال ثلاثة أسابيع القادمة. وأعلن رئيس المحكمة العليا الأوكرانية أناتولي ياريما، الجمعة الماضي، أن قرار المحكمة إجراء جولة ثانية جديدة للانتخابات الرئاسية نهائي وغير قابل للطعن. وسيعقد البرلمان الأوكراني جلسة خاصة لتثبيت قرار المحكمة، وتحديد موعد للجولة الثانية من الانتخابات، ويرى بعض المراقبين أن هذه الخطوة قد لا تكون كافية لإخراج البلاد من أزمتها التي قاربت الأسبوعين، إذ سيبقى الخلاف على كيفية إعادة الانتخابات.