عضوين بشبكة بريطانية متخصصة في تزوير البطاقات البنكية أمام العدالة بطنجة

يمثل حاليا أمام قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بطنجة عضوان بشبكة بريطانية للقرصنة المعلوماتية، متخصصة في تزوير بطاقات الأداء البنكية، بتهمة تزوير وثائق بنكية وانتحال صفة. وكانت عناصر الشرطة القضائية قد اعتقلت أخيراً (ن. ف، 30 سنة) وهو مغربي مقيم ببريطانيا وزميله البريطاني من أصل باكستاني (أ. س) بأحد الفنادق الفخمة بطنجة حيث كانا يعيشان ببذخ ويبالغان في مصاريفهما.
وبين المطاعم الراقية، والملاهي الليلية وشراء البضائع الثمينة، كان الشابان يستمتعان برفاهية العيش ويدفعان عبر بطاقة أداء بنكية، إذ وصلت المبالغ التي ينفقانها يوميا حوالي عشرة ملايين سنتيم. وأثارت كثرة عمليات الشراء عبر عدد من البطاقات البنكية انتباه (المركز المالي بين البنوك)، وهو مؤسسة يوجد مقرها بالدارالبيضاء تتكلف بتدبير الأداءات الالكترونية، مما جعلها تبلغ فرقة الشرطة القضائية بطنجة التي باشرت إجراء تحرياتها.
ولم يكن من السهل على المحققين التعرف على المشتبه بهما ما داما يتحركان بهويات مزورة، كما توخيا مزيدا من الحيطة والحذر حتى لا ينكشف مكان اقامتهما، فقد لجآ إلى إرشاء موظف بالفندق حيث يقيمان، للتغاضي عن تسجيل اسميهما بسجل الوافدين، غير أن كل هذه الاحتياطات لم تمنع المحققين بالفرقة الثالثة للشرطة القضائية من تعقب آثار المشتبه بهما واعتقالهما في ظرف وجيز.
وحسب العناصر الأولية للتحقيق، فقد كان بحوزة المشتبه بهما 12 بطاقة أداء بنكية مزورة (من نوع ماستر كارد وفيزا) ويستعملان الشفرات الشخصية لعدد من الزبناء الأجانب الذين يتوفرون على أرصدة ضخمة، وحسب المحققين فإن الأمر يتعلق بعمل في غاية من الدقة، إذ أنه من الصعب التعرف على البطاقات المزورة. واستطاع القراصنة الولوج إلى أرصدة توجد مقراتها بالولايات المتحدة الأمريكية والكويت والإمارات العربية المتحدة (دبي) ونيوزيلندا وهونغ كونغ وجزر برمودا. واعترف الموقوفان بانتمائهما إلى عصابة متخصصة في تزوير البطاقات البنكية تتخذ من لندن مقرا لها، وعلى إثر ذلك تم إبلاغ الانتربول (الشرطة الدولية) من أجل تفكيك الشبكة واعتقال بقية أفراد العصابة.
وتندرج هذه العملية في إطار ما يعرف ب الجريمة الإلكترونية التي أصبحت تتنامى بشكل مقلق على شبكة الانترنت، مستفيدة من تطور التجارة الالكترونية، وغالبا ما يقترف جرائم من هذا النوع شباب نابغون في المعلوميات. ويشرع هؤلاء الشباب في استغلال مهاراتهم المعلوماتية لاختراق أنظمة السلامة في برامج الأداء الالكترونية بهدف الحصول على الشفرات البنكية لزبناء اعتادوا القيام بعمليات الشراء الإلكترونية أو التحويلات المالية.