يحتفل الشيعة كل سنة بيوم عاشوراء، وفي احتفالهم بهذا اليوم ينشدون ويضربون صدورهم ويصرخون قائلين يا حسين. كما يقومون بزيارة الأماكن الشيعية التي يعتبرونها مقدسة. وفي مسيرتهم في الشوارع، والتي تغطيها وسائل الإعلام العالمية، يشرع بعضهم في جرح نفسه باستخدام المدى في حركة رمزية للتعبير عن رغبتهم في التكفير عن مقتل الحسين. وفي الوقت الحاضر، يذهب بعض العلماء إلى أن المظهر العاشورائي لا يخلو من مظاهر الغلو عند بعض جماهير أهل السنة والشيعة، واتخذ بعد مقتل الحسين رضي الله عنه طابعا سياسيا. وفي توجيه حول ما يحدث في الاحتفال بعاشوراء من لطم الخدود وضرب الرؤوس حتى تدمى وجلد الظهور، بحجة إظهار الحزن على الحسين، وخاصة عند المذهب الشيعي، يقول الشيخ السيد محمد حسين فضل الله، أحد كبار المرجعيات الشيعية بلبنان : أما رأينا في الموضوع:فهو الإفتاء بالحرمة، لأننا نرى أنه يحرم إضرار الإنسان بنفسه، إلا في الحالات التي تفرضها الضرورة، ولذلك قلنا بأنه يحرم ضرب الرؤوس بالسيف، أو ضرب الظهور بالسلاسل، وحتى اللطم العنيف الذي يوجب إضراراً بالإنسان ولو كان إضراراً غير خطير، لأننا نستفيد من النصوص التي بين أيدينا حرمة الإضرار بالنفس، فالناس يستنكرون على أي إنسان يضر نفسه إذا لم تكن هناك مسألة أهم وأولى بالرعاية من هذا الإضرار، ومن هنا فإننا نرى أن هذا أمرٌ محرم شرعاً، حتى لو كان ذلك بعنوان الحزن والمؤاساة. والأصل في هذا الاحتفال أنه لم يرد عن رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدون ما يفيد إبراز مشاعر الحزن والترح ولا السرور والفرح.