أشرف الملك محمد السادس، يوم الثلاثاء 10 يناير 2017، على إعطاء انطلاقة عدة مشاريع كفيلة بضمان حياة جديدة للمدينة القديمة لمراكش، وتعزيز إشعاعها الدولي، والارتقاء بجودة حياة سكانها وزوارها. وبحسب تقرير لوكالة المغرب العربي للأنباء، فقد أعطى الملك انطلاقة الشطر الثاني من مشروع تهيئة محيط أسوار المدينة القديمة لمراكش، وبرنامج التأهيل الحضري لحي الزرايب، ومشروع إنجاز تجهيزات للقرب على مستوى حي الملاح، وذلك باستثمار إجمالي تناهز قيمته 110 مليون درهم. وتحمل مختلف هذه المشاريع، التي تشكل جزءا من المخطط التنموي "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، في طياتها، طموحا جديدا للمدينة القديمة، انسجاما مع الانتظارات والتطلعات المشروعة لساكنتها، وذلك من أجل النهوض بالإطار العمراني لهذه الحاضرة، والحفاظ على إرثها التاريخي، المادي واللامادي، وتحسين ظروف ولوج الساكنة للخدمات الأساسية. ويروم مشروع تهيئة محيط أسوار المدينة القديمة، تثمين الأسوار التاريخية، وتمكين ساكنة الأحياء المجاورة من مجموعة من التجهيزات الرياضية والترفيهية للقرب، والارتقاء بالمظهر الجمالي للشوارع المحاذية للأسوار. ووفق تقرير (و.م.ع)، يمتد الشطر الثاني من هذا المشروع (23 مليون درهم)، والذي أعطى الملك انطلاقته اليوم الثلاثاء، من باب قشيش إلى باب أيلان مرورا عبر باب الدباغ وباب عودة السعدية، حيث يهم إحداث ممشى للراجلين محاذي للأسوار، وتهيئة ساحات وساحات صغرى مزينة بنافورات، وإحداث ملاعب رياضية للقرب. كما يتعلق الأمر بإحداث فضاءات للرياضة والترفيه مخصصة للأطفال والشباب، وإحداث فضاءات خضراء تتألف من باقة نباتية متنوعة ومتلاءمة مع طابع الموقع، وتهيئة باحات لركن السيارات. ويوجد الشطر الأول من مشروع تهيئة محيط أسوار المدينة القديمة، الذي رصدت له استثمارات بقيمة 27 مليون درهم، في طور الإنجاز، حيث يمتد من باب احمر إلى حدائق أكدال. أما برنامج التأهيل الحضري لحي الزرايب (70 مليون درهم)، فيشمل معالجة البنايات الآيلة للسقوط (128 وحدة)، وهدم البنايات المهددة بالانهيار التي يتعذر أن تشملها أشغال التدعيم أو الإصلاح (22 وحدة)، وترميم خمسة أضرحة وبعض أجزاء الأسوار، وتجديد واجهات البنايات، وتهيئة حديقة "باب الخميس". ويروم هذا البرنامج الذي يعد ثمرة شراكة بين وزارة السكنى وسياسة المدينة (التمويل)، وولاية جهة مراكش- آسفي، وجماعة مراكش، والوكالة الحضرية لمراكش، ومجموعة التهيئة العمران (الإنجاز المنتدب)، تحسين ظروف عيش الساكنة، والارتقاء بجمالية المشهد الحضري، واجتثات البنايات غير اللائقة للسكن، وتعزيز الشبكة الطرقية، وإدماج الحي المستهدف ضمن النسيج الحضري. وبنفس المناسبة، أعطى الملك انطلاقة أشغال إنجاز تجهيزات للقرب على مستوى حي الملاح، لاسيما إعادة تهيئة ساحة "الميعارة" (7,7 مليون درهم)، وبناء حضانة (2,7 مليون درهم)، ونادي للأشخاص المسنين (3 ملايين درهم)، ومركز نسوي (3 ملايين درهم). وتدخل هذه التجهيزات المنجزة في إطار شراكة بين وزارة السكنى وسياسة المدينة، وجماعة مراكش، والوكالة الحضرية لمراكش، ومجموعة العمران، في إطار تنفيذ الشطر الثاني من برنامج التأهيل الحضري لحي الملاح، وهو البرنامج الذي يروم الحفاظ على المكون اليهودي للهوية المغربية، والذي يكرس قيم التسامح والانفتاح التي طالما ميزت المملكة. وتروم مختلف المشاريع التي أعطى الملك محمد السادس انطلاقتها، اليوم الثلاثاء، إيجاد ظروف تنمية متناغمة ومستدامة، وذلك من خلال تحسين ظروف عيش الساكنة، وتعزيز الخدمات والبنيات التحتية الأساسية، وتكريس مكانة مدينة مراكش باعتبارها وجهة سياحية لا محيد عنها.