مع الأسف كل ما يروج الآن غيرة وهمية على الثقافة المغربية تسيء إليها بشكل كبير، خاصة إذا عرفنا طبيعة الذين يدافعون عن هذه الغيرة الوهمية التي تشجع الخروج عن الأخلاق وعن الثوابت وعن كل ما هو فن حقيقي. هذه بصراحة مجموعة من السلوكات المرفوضة التي يجب أن تحارب، خصوصا الذين يتاجرون في السياسة. وأستغرب كيف يحق لجريدة ما أن تصنف الناس في هذا الحزب أو ذاك حسب رغباتها، فهذا شيء يتناقض مع الأخلاق والأعراف ويتناقض مع كل القيم الموجودة في المجال السياسي، ثم ماذا يريد هؤلاء؟ نحن في نقابة المسرحيين المغاربة قلنا إن هذا النوع الذي يسود الثقافة المغربية في مجال المسرح والسينما لا يخدم الفن المغربي، الفن المغربي يواجه العديد من الحصارات والتبعيات، ونحن أصبحنا فأرا أبيض لتجارب الآخرين، ولسماسرة الثقافة في هذا البلد. وأعتبر أن هؤلاء مدعومون بطريقة أو بأخرى، لأنه لو كان انتماؤهم الحقيقي للوطن وللثقافة المغربية لحافظوا على كثير من الثوابت، كيف نسمح لأنفسنا أن نجدف على قيمنا؟ مع الأسف يريدوننا مجرد بلد يسيحون فيه ويخلقون فيه ثقافة رديئة. نحن مع الفن الهادف الذي يغير وضعية الإنسان المغربي إلى الأحسن، نحن مع الفن الذي يقف ضد أي حصار من الحصارات، نحن مع الفن المنفتح الذي يقدمنا ويجعلنا في تعاط مع جميع الثقافات الأخرى وليس مع ثقافة معينة تدعو إلى هذا النوع من الفن.