ما زال البحث جاريا حول العصابة الإجرامية، المكونة من أربعة أشخاص ملثمين ومستخفين ومسلحين بسكاكين وشواقير، التي هاجمت يوم الثلاثاء 22 نونبر الماضي في الساعة 12 ليلا، منزلا بدوار عبد الله بالحافات بجماعة ميات بإقليم قلعة السراغنة، الذي يبعد عن مدينة القلعة ب 10 كلم، وحسب مصادر مطلعة فقد فوجئ كل من صاحب المنزل الحسن بنعيس (74 سنة) وزوجته السعدية المنور (51 سنة) ويتيمين صغيرين (يوسف بوحافة، 13 سنة) وأخوه شرف، 9 سنوات) بعملية السطو على البيت التي ابتدأت بكسر الباب، لينقض اثنان من اللصوص على الرجل والآخران على المرأة فقيدوهما بحبل غليظ، والشيء نفسه فعلوه بالصبيين اليتيمين، ثم انهالوا عليهم بالضرب والرفس والطعن بالسكاكين، وما زالت آثار ذلك بادية عليهم. واستمروا على ذلك لمدة 3 ساعات ونصف الساعة، ثم نهبوا كل ما في البيت من مال يقدر بحوالي مليوني سنتيم نقدا، ونصف كيلو ذهبا (من ممتلكات المرأة وزينتها)، وكميات من الزيت والسكر والأغطية والملابس وزربية، و200 درهم من الطفل اليتيم أخذوها من جيبه وسألوه عن بقية الثمن الذي باع به الهاتف المحمول، كما أخذوا بندقية (كارابيل) في ملك صاحب البيت. وبعد ذلك أتلفوا مجموعة من الأفرشة والأمتعة والحبوب والزيوت والسمن بحثا عما تبقى من 24 مليون سنتيم ادعوا بأن لهم العلم بأن صاحب المنزل يتوفر عليها، وأثناء عملية الضرب كانوا يسألونهم عن بقية الأموال. وقد نالت الزوجة السعدية المنور حصة الأسد من الضرب والجرح والرفس، وبعد ذلك هددوا صاحب البيت بالقتل إن لم يجلب لهم مليوني سنتيم، وأرشدوه إلى المحل الذي يجب أن يضع فيه المال ثم خرجوا وتركوهم مقيدين. وقد ألهم الله الصبيين اليتيمين، حسب المصدر السابق، إلى التعاون فيما بينهما إلى أن فكا أنفسهما من القيد وفكوا بعد ذلك الرجل والمرأة. وفي الصباح أخبر رجال الدرك الملكي وما زال البحث جاريا ولحد الآن لم يعثر على العصابة، في حين حمل الضحايا إلى مستشفى السلامة بالقلعة للعلاج، وحصلت الزوجة على شهادة طبية مدتها 30 يوما، والرجل على أخرى مدتها 5 أيام فرجعا إلى منزلهما، فزارهما سكان القبائل المجاورة وأهليهم من مدينتي قلعة السراغنة وبني ملال من أجل مواساتهم والتخفيف عنهم. وعلمت التجديد من مصادر مطلعة أن هذه الأسرة وغيرها سبق لهم أن تعرضوا للسرقة مرارا، حيث سرقت منهم الدواجن والحبوب وغيرها، لكنهم كانوا لا يبلغون عنهم رغبة في عدم إذاية بعض الأسر بالتبليغ عن أبنائهم المتورطين في السرقات، كما أن مجموعة من شباب الدوار صاروا يعمدون إلى احتلال مداخل بعض المنازل ويسهرون إلى وقت متأخر من الليل وسط أجواء موسيقى ساقطة وصاخبة، وكانت هذه الحادثة فرصة لبعضهم لحمل حقائبه والسفر خارج الدوار خوفا من أن يطاله البحث أو أن تلصق به تهمة السرقة والاعتداء.