نبه خطيب مسجد الغندور بالرباط في خطبة الجمعة الأخيرة إلى المخالفات التي تصاحب احتفال البعض بالسنة الجديدة، من شرب للخمور ولعب للقمار وارتياد لأوكار الدعارة، مؤكدا على أن من واجب الجميع العمل على تجنب النتائج التي تترتب عليها. وأشارالخطيب إلى أن انتهاك الحرمات والتلبس بالموبقات والتغاضي عن ذيوع المنكرات لا يحتاج إلى دليل مادام الإنسان عبدا لشهواته وخديما لهواه، إذ جند إبليس اللعين كل إمكانته وطاقاته لتحقيق أهدافه ومراميه للنيل من الإنسان. وأضاف أن الخمرة من الأدواء الاجتماعية الخطيرة التي تنخر الكيان البشري، وتخرب البيوت وتقوض الأنشطة، وتثبط العزائم، وتشيع الفرقة بين الأقارب، وتفصم عرى الأواصر العائلية والروابط الزوجية، وتعرض حياة أفراد الأسرة للاندثار، فكم من قنينة كانت سببا في ترميل زوجة بريئة وتيتيم فتوة غضة، وكم من مخدرات كانت الحافز لارتباك أفظع الجرائم. وفي حديثه عن القمار، قال الخطيب إن الميسر أصبح من مقومات الحياة في عصر الأقمار والصواريخ، وأضحى تعاطيه موضة تمارسها فئات مختلفة من الناس بوسائل متنوعة في القاعات المكشوفة، والمقاهي العامة والنوادي الخاصة والمراقص، وأوكار الفساد الليلية وعلى الطرقات وبين شواهد القبور. وأكد الخطيب أن القمار ينذر بأوخم العواقب، فمن اعتاده حطم حاله ومستقبله وساقه إلى حتفه قبل أوانه، فكم من جالس إلى موائد القمار ينسلخ منها وجيوبه تشكو المخمصة، وكثيرا ما تكون هذه الموائد حافلة بقنينات النبيذ وما ينتج عنها من الكبائر. ولهذا على كل مسلم أن يدرك المغزى الحقيقي من التحذير منهما في قوله تعالى في سورة البقرة: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما).