قضت محكمة جنايات القاهرة يوم السبت بحبس أيمن نور رئيس حزب الغد المصري المعارض خمس سنوات نافذة بعد إدانته بتهمة تزوير توكيلات مؤسسي حزبه. كما أصدرت المحكمة في جلستها التي عقدت وسط اجراءات أمنية مشددة ومظاهرات من قبل أنصار نور أحكاما بالسجن لمدد تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات على خمسة من معاوني نور فيما حكم غيابيا على أحد المتهمين بعشر سنوات. وفور سماعه النطق بالحكم هتف نور الذي بدا عليه الشحوب إثر دخوله في إضراب عن الطعام قبل عشرة أيام احتجاجا على حبسه أن القضية سياسية وأنه يدفع ثمن ما حدث في الانتخابات الرئاسية الأخيرة مشيرا الى أنه استطاع في تلك الانتخابات أن يقدم نفسه وحزبه كبديل حقيقي للنظام الحالي. وأكدت المحكمة في حيثيات الحكم أن القضية جنائية وليست سياسية مضيفة أنها ترى في سعي نور إلى توصيف الجريمة المسندة اليه بأنها جريمة سياسية سبيلا مفضوحا يرمي من ورائه الى التشبث بمؤسسات الدولة وكبار مسؤوليها بغية الافلات من المساءلة عما اقترفه من جرائم. وأضافت أنها لا تسايره في ادعائه بأن التوكيلات المزورة دست عليه بمعرفة جهات معينة قصد النيل منه وإنما كان على علم بها،وقد أصدر تعليمات لمساعديه بالتخلص من أية توكيلات أو أوراق خاصة بالحزب. ووصف أمير سالم محامي أيمن نور هذا الحكم بأنهظالم وسوف نذهب لمحكمة النقض متهما هيئة المحكمة بأنهاعبرت عما بداخلها في هذا الحكم تجاه نور وكانت قد حبسته أثناء اجراءات المحاكمة رغم أنه لم تثبت ادانته وكأنها عاقدة العزم على ادانته واصفا الحكم بأنه سياسي ستنقضه محكمة الاستئناف. وكان نور(41 سنة) وهو محام وصحفي قد نجح في اكتوبر من العام الماضي في الحصول على حكم قضائي بتأسيس حزبالغد ذي التوجه الليبرالي قبل أن تحيله نيابة أمن الدولة في يناير الماضي الى المحاكمة بتهمة اصطناع توكيلات مزورة لنحو1187 توكيلا لمؤسسي الحزب من اجمالي 2005 هم عدد المؤسسين وتقديمها للجنة شؤون الأحزاب التابعة لمجلس الشورى للموافقة على تأسيس الحزب والتزوير في محررات رسمية وإستعمالها وتقليد أختام حكومية. وأصدرت محكمة أمن الدولة في يناير الماضي حكما بحبس نور احتياطيا على ذمة التحقيقات قضى منها45 يوما. وقد أثار هذا الحكم أزمة بين الحكومة المصرية والولاياتالمتحدةالأمريكية وتسبب في تأجيل زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس لمصر التي كانت مقررة في فبراير الماضي بعد أن أعربت عن قلقها الشديد لسجن نور مشيرة إلى أهمية هذه القضية بالنسبة للولايات المتحدة والإدارة الأمريكية والكونغرس والشعب الأمريكي . وبعد أن خاض نور الانتخابات الرئاسية التي جرت في شتنبر الماضي واجه سلسلة من المتاعب تمثلت في قيام مجموعة من أعضاء الحزب بينهم نائبه بالانشقاق وإعلان عزله من منصبه، كما فشل نور في الاحتفاظ بمقعده البرلماني في الانتخابات التشريعية الأخيرة . ويتساءل المراقبون عن سبب دفاع الولاياتالمتحدة القوي عن أيمن نور الذي صدرت ضده أحكام قضائية، في حين لم تتحرك عندما اعتقل عصام العريان مرشد حركة الإخوان المسلمين في مصر بدون محاكمة أو توجيه أي اتهامات له.