أكد محمد يتيم أن "رئيس الحكومة المكلف عبد الاله بنكيران، هو أول من يؤكد ويوضح بأن السياسة الخارجية للمغرب، أمر سيادي ومحفوظ للملك محمد السادس". وقال القيادي في العدالة والتنمية لوكالة "قدس برس"، يوم الثلاثاء 6 دجنبر 2016، تعليقا على الجدل الذي أثارته تصريحات رئيس الحكومة المكلف عبد الاله بنكيران بشأن سورية من جدل: "إن تصريحات ابن كيران بشأن الحرب الدائرة في سورية لقدس برس، كانت تعبيرا عن شعوره الشخصي تجاه قضية إنسانية، يتألم لها كل إنسان". وأضاف: "ينبغي أن لا يتم تحميل هذه التصريحات أكثر مما تتحمله، لأن هناك من يحاولون الركوب عليها، وهم يعلمون جيدا أن رئيس الحكومة المكلف، هو أكثر إنسان يؤمن بأن مجال العلاقات الخارجية محفوظ لجلالة الملك والحكومة تساعده في ذلك". وتابع: "نحن لا نرى أنه بامكان أي فصيل سياسي أن يحكم دون التعاون مع المؤسسة الملكية، فالملك هو أمير المؤمنين، وهو رئيس مجلس الوزراء، ونحن لا ولن نتحول إلى معارض للملك بأي شكل من الأشكال، هذا أمر بديهي وواضح"، وفق تعبيره. وكان السفير الروسي بالرباط فاليري فوروبيف قد احتج رسميا لدى وزارة الخارجية المغربية، بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران ل "قدس برس"، والتي طالب فيها روسيا بلعب دور في حل الأزمة لا دعم مجازر النظام. وقالت وزارة الخارجية المغربية في بلاغ أصدرته عقب اللقاء بين السفير الروسي فاليري فوروبيف، والوزير المغربي صلاح الدين مزوار، أن المسؤول الروسي عبر عن انشغال بلاده ب"التصريحات الإعلامية المنسوبة لمسؤول حكومي رفيع المستوى، اتهم فيها روسيا بالوقوف وراء تدمير سورية". وأضاف البلاغ أن المغرب "منخرط لصالح حل سياسي يضمن استقرار سورية، ويحمي وحدتها الوطنية وترابها الوطني". وتابع البلاغ: "المغرب منشغل بالمآسي الإنسانية الكبيرة التي خلفتها الأزمة السورية". وأفاد البلاغ أن "الإجراءات العملية، تكون بتعليمات من ملك المغرب، لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري الشقيق، ونسجل هنا إقامة مستشفى في 2012 في مخيم الزعتري، للتسوية الاستثنائية لوضعية اللاجئين السوريين في المغرب، والمساهمة الفعالة في الدعم الإنساني للشعب السوري". وزاد البلاغ: "المغرب مقتنع بأن حل الأزمة السورية، يستلزم انخراطا قويا من المنتظم الدولي، خاصة الدول القوية القادرة على العمل على أرض الواقع والتأثير على مجرى الأحداث". وشدد على أن "المغرب يحترم الدور الذي تقوم به روسيا في هذا الملف وفي غيره من القضايا الدولية". وكان رئيس الحكومة المغربية المكلف عبد الإله بن كيران قد قال في تصريحات سابقة ل "قدس برس": "إن ما يجري من تصعيد عسكري من النظام السوري وحلفائه في حلب، يدمي القلب، وغير قابل للفهم". وأضاف ابن كيران: "أشعر بأن العالم قد مات إزاء ما يجري من جرائم في سوريا، ولم يبق هناك ذو غيرة إنسانية أو قلب رحيم. وأنا لم أعد أطيق رؤية الأخبار المتصلة بسورية ولا النوم حتى لفظاعة الصور التي أشاهدها. وأفتقد القدرة على وصف ما أشاهده من جرائم". ودعا ابن كيران الدول الكبرى ذات القدرة على وقف مأساة سورية إلى التحرك، وقال: "المفروض أن تتحرك الحدود الدنيا لدى المسؤولين في الدول الكبرى القادرة على التدخل في الشأن السوري لوقف هذه المجازر". وحث ابن كيران روسيا على أن تكون قوة لحل الأزمة في سورية لا أن تكون طرفا فيها، وقال: "ما يفعله النظام السوري بشعبه مسنودا بروسيا وغيرها يتجاوز كل الحدود الإنسانية، ولا يمكن فهم أسبابه الحقيقية". وأضاف: "السؤال هو: لماذا تدمر روسيا سورية بهذا الشكل؟ كان يمكن لروسيا أن تتدخل لإيجاد حل للأزمة وليس لتعميقها"، على حد تعبيره.