بمناسبة الندوة الفكرية التي نظمتها مؤسسة المهدي بنعبود أخيرا بدارالهدى بالدارالبيضاء حول كتاب ألواح جزولة والتشريع الإسلامي: دراسة لأعراف قبائل سوس في ضوء التشريع الإسلامي لمؤلفه المرحوم العلامة محمد العثماني، أكد نجله الدكتور سعد الدين العثماني، في تصريح ل للتجديد، أن ما يميز الكتاب يبقى هو حرص قبائل منطقة سوس عند وضعهم الأعراف والألواح في تسيير شؤون حياتهم على ربطها بالتشريع الإسلامي، كما هو معروف عن المغاربة منذ دخول الإسلام إلى البلاد. من جانبه، أكد الدكتور محمد خليل رئيس مؤسسة بن عبود للدراسات والأبحاث والإعلام ل التجديد أن تنظيم هذه الندوة الفكرية حول كتاب ألواح جزولة.. هو مجال كانت تنوي المؤسسة دائما الاهتمام به أكثر والعمل على تنميته بشكل أفضل، معتبرا في السياق ذاته أن الهدف الرئيسي من هذه القراءة يظل هو تناول الكتاب بالدرس والتحليل من منطلق أن له مكانة خاصة في الثقافة التراثية المغربية، وله علاقة أيضا بالبحوث الأكاديمية التي قارنت بين الأعراف السوسية والقوانين الوضعية من جهة، والتشريع الإسلامي من جهة أخرى، لتحقيق نوع من الترابط والاستمرار في الثقافة و الحضارة المغربيتين. وقد عرفت هذه الندوة الفكرية قراءات متعددة لثلة من الأساتذة، أشار خلالها الدكتور محمد عز الدين توفيق إلى معالجة الكتاب لموضوع المغرب المستقل وشروط وحدته وإجابته عن الأسئلة الراهنة، ورسمه لخط تحول واضح في بلاد سوس، وإقراره أن الأعراف ظلت متشابهة مما جعلها حسب الأستاذ توفيق تساهم في ثقافة الوحدة الوطنية، مضيفا أن الكتاب يعين على جواب سؤال: لماذا اختار الاستعمار منطقة سوس لفرض الظهير البربري في تلك الفترة بالذات من تاريخ المغرب؟. وأبرزالدكتورعمر آفة، أستاذ التاريخ بكلية الآداب بالرباط، أن العلامة محمد العثماني رحمه الله تناول في الكتاب التاريخ بحرص المؤرخ الأمين، مؤكدا على أنه اختار مصادره ومراجعه بكثير من الخبرة والاقتدار. أما الدكتور محمد جميل، فقد تعرض لألواح جزولة من جانب دراستها في ميزان الشريعة الإسلامية، منوها بأهمية الوثائق التي ضمها الكتاب. يذكر أن كتاب ألواح جزولة والتشريع الإسلامي يعتبر دراسة تقدم بها العلامة العثماني سنة 1971 لنيل دبلوم الدراسات العليا من دار الحديث الحسنية، وهو دراسة لأعراف قبائل سوس في ضوء التشريع الإسلامي، يقع في 360 صفحة من منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ويحتوي على ثلاث أبواب عالجت موقع هذه القبائل الرئيسية ودورها في الحياة المحلية والاجتماعية في جزولة، مثل تكوين الأسرة ودور المرأة الجزولية في الحياة القبائلية، ورصد بعض المظاهر الدينية كالقضاء والتحكيم ودراسة الألواح.. العلامة محمد العثماني في سطور هو الأستاذ امحمد العثماني بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين السوسي، الجرسيفي أصلا، ولد بقرية أسكاور بتافراوت عمالة تيزنيت، سنة 1340 ه موافق 1922 م، ينتمي إلى أسرة علمية عريقة، والدته عائشة بنت محمد بن الحسين. تكلف بعدة مهام نذكر منها بالخصوص: ملحق برئاسة جامعة القرويين بفاس في دجنبر 1966 م لمدة سنتين. مرشد الطلبة الأفارقة في معاهد تارودانت وفاس ومكناس ابتداء من فاتح دجنبر .1969 مكلف بمراقبة المدارس العتيقة بسوس وحاحة وإحصائها ابتداء من سنة 1971 . أستاذ مساعد بكلية اللغة العربية بمراكش ابتداء من .1973 أستاذ محاضر ابتداء من 01/01/1975 أستاذ محاضر بكلية الشريعة بأكادير ابتداء من فاتح 1982 إلى أن التحق بالرفيق الأعلى.. وكان يقوم بمهام الوعظ والتوجيه التربوي والديني والإفتاء بلهجة أهل سوس تاشلحيت أساسا، في المساجد والمنتديات، ومن خلال بعض البرامج الإذاعية، وخصوصا البرنامج الأسبوعي إسقسيتن ندين أي أسئلة الدين، وهو البرنامج الذي كان يجيب من خلاله على الأسئلة الدينية للمستمعين، وكان برنامجا ناجحا استمر حوالي عشرين سنة، من أواخر الستينات إلى وفاته رحمه الله، فضلا عن البرنامج الإذاعي الذي يتناول فيه تاريخ سوس ورجالاته ويحمل عنوان: معالم من تاريخ سوس، وكانت وفاته بتاريخ 30 مارس ,1984 وهو دفين بمدينة الدارالبيضاء.