على إثر الموقف الذي عبر عنه الريسوني حول إزاحة محمد مرسي عن الرئاسة في مصر، أوضح العالم المقاصدي أن الارتياح والسرور المعبر عنه، إنما هو لفائدة محمد مرسي وجماعته وحزبه، حبا لهم، وإشفاقا عليهم مما كانوا قد تورطوا فيه، ويواصل الريسوني في مقاله الأخير المنشور بجديد بريس "لقد حمدت لهم إعفاءهم ورفع العبء عنهم؛ لأنهم كانوا قد تحملوا ما لا طاقة لهم به، ودخلوا فيما ليسوا مؤهلين له. وأنا أعلم أن مرسي كان من المعارضين مبدئيا لدخول السباق الرئاسي، ولكنه في النهاية قبِلَ قرار الجماعة، ثم فجأة وجد نفسه هو "مرشح الإخوان"، وذلك بعد أن رُفض ملف المرشح الأول خيرت الشاطر". وأردف نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين " كما أن الوضع في مصر، كان – ولا يزال – لا يسمح بالنجاح ولا بالعمل الطبيعي لأي رئيس منتخب من الشعب ولأي حكومة منتخبة من الشعب. بل الشعب نفسه، وفي عمومه، لا يزال إلى الآن في غيابات الجب. وأما الدولة المصرية بكل مؤسساتها ومرافقها وتوابعها داخل المجتمع، يواصل الريسوني، فيحكمها ويتحكم فيها تحالف العسكر والمخابرات والاستبداد والفساد والبلطجية والغدر والمكر. والرئاسة الفعلية لهذا التحالف توجد بأيدي "تنظيم الضباط الأشرار"، الذي كان يسمى قديما "تنظيم الضباط الأحرار". فهذه هي مشكلة مصر الحقيقية، ومعضلة مصر العميقة. ولا يمكن تجاوزها بين عشية وضحاها، لا في سنة ولا عشر سنين. ويؤكد عضو المجلس التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح في ذات السياق، أن الاعتقاد بإمكانية التجاوز السريع لهذه المعضلة، هو اعتقاد مغرق في الغفلة والسطحية، مستشهدا بما قاله قديما حكيم مصر ابنُ عطاء الله السكندري: "ما ترك من الجهل شيئا من أراد أن يُظهر في الوقت غير ما أظهره الله". وعن موقفه من الانقلاب المصري، ومن سائر الانقلابات، يوضح الريسوني قائلا" لقد كتبت في ذلك ما يكفي. وبعض مقالاتي في الموضوع لم يجف مدادها بعد. وأنا أعتبر أن أي انقلاب على الوضع الشرعي والاختيار الشعبي، يشكل في حد ذاته، وفي لحظة وقوعه، سلسلةَ جرائم وجنايات، فكيف إذا تأسس على الدماء والسجون والسلب والنهب؟ وكيف إذا طال أمده وامتد ليله؟" يختم الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح. وكان الريسوني قد صرح في في الحوار الذي أجراه يوم الخميس 24 نونبر 2016، مع أسبوعية (الأيام)، أنه سُر وشعر بالارتياح بعد إزاحة الدكتور محمد مرسي عن الرئاسة في مصر.