قال محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح إن الرهانات المطروحة على منطمة التجديد الطلابي، هو أن تمتلك القدرة الكافية على التجديد والابتكار في أشكال العمل الثقافي من جهة، ومن جهة أخرى القدرة على المساهمة في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال في الوسط الجامعي. وأضاف الحمداوي في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الوطني الثامن لمنظمة التجديد الطلابي، أول امس بالرباط، إن العمل التجديدي للمنظمة، يجب أن يكون إطار نهج المشاركة والتعاون مع الغير على الخير، مما يفرض القبول بالمخالف في الوسط الجامعي، لأن وجوده يمنح للتعددية والاختلاف قوة، وشدد رئيس حركة التوحيد والإصلاح على ضرورة حماية التعددية المشار إليها والمحافظة عليها، لأن الإسهام في إقامة الدين تعني تعدد المساهمين فيه. من جهته، قال جميل منصور ممثل الحركة الإسلامية بالمغرب، إن تلبيته لدعوة منظمة التجديد الطلابي لحضور المنتدى، نابع من كونه تعلم من حركة التوحيد والإصلاح المغربية الكثير من الدروس، أبرزها حكمة الاعتدال والوسطية، والقدرة على التوفيق بين المبادىء والمصالح في توازن قلما يمكن العثورعليه في تجارب أخرى، ونبه جميل منصور في كلمته إلى التحديات الثلاث التي تواجه الأمة، حصرها في الاستعمار والاستبداد والتطرف، وأبرز القيادي في الحركة الإسلامية الموريتانية، أن العلاقة بين هذه الثلاثية إن كانت تبدو خفية، فإن كل واحد منها يقدم خدمة للآخر، وأكد المتحدث نفسه أن المسؤولية الملقاة على عاتق الحركة الإسلامية المعتدلة أن تفهم العلاقة القائمة لدحر الاستعمار وتقويض الاستبداد وكسر شوكة التطرف، مبرزا أهمية الخط الوسطي المعتدل وآفاقه في النهضة. ووجه عبد الإله بن كيران كلمة مؤثرة لوفود المنتدى، أكد فيها على أهمية الاعتصام بالله والتمسك به، لأنها القضية الأولى والأخيرة في حياة المسلم، وأضاف بن كيران إن التمسك بالله والاستجارة به تمنح قوة في الثبات والتمسك بالحق، ونبه عضو المكتب التنفيذي إلى أن الله سبحانه اكتشاف ومجاهدة ودعوة دائمة إلى الاستقامة على الحق والمبادىء، فالله سبحانه هو سبب سعادتكم وحياتكم وضامنكم وهو كنزكم، احفظو الله يحفظكم، وأوضح المتحخدث ذاته أن الإيمان بالله وإخلاص العمل لوجهه، مقرونا بالحيوية والحماس التي يمتلكها الشباب، لا يقدر أهميتهما كثير من الناس، وأكد بن كيران على أهمية دور الشباب في مواجهة الفساد والظلم والاستعمار، ليس في الأمة فحسب بل في المغرب أيضا، والدفاع عن القيم والأخلاق والوطن، داعيا إلى التشبت بالعلم والدعوة منارة للمستقبل. من جهته، قال عبد الكريم الركيبي ممثل الحركة من أجل الأمة أثار أهمية شعار المنتدى ودلالته، داعيا إلى تجديد دور الجامعة المغربية بما يجعلها كيان له استقلاليته ويؤدي دوره الحضاري في دعم التنمية ومسلسل الانتقال الديمقراطي، وأكد الركيبي على أهمية بلورة إصلاح جامعي حقيقي، من منطلق مقاربة أشمل تبدأ من الجامعة نحو محيطها، في تكامل تام، وابرز المتحدث ذاته أهمية الاصلاحات السياسية التي ينبغي مباشرتها، تكون ذات نفس تنويري، يحفظ الهوية الاسلامية للمغرب ويقوي دوره في محيطه العربي والاسلامي العام. رئيس منظمة التجديد الطلابي كان حاضرا في المنتدى حيث ألقى كلمة مختصرة عبر الهاتف، أكد فيها أهمية وواجب الحركة الطلابية في تقييم خمسين سنة من الاستقلال، ومساءلة أداء النخبة وحصيلتها على مدى نصف قرن، وأبرز الخلفي أن تحدي الأمة يكمن في التحصيل العلمي والنبوغ فيه، والتربية والأخلاق وأهميتهما، لأنهما يقول الخلفي، يشكلان الإجابة الناجعة على التحديات التي تواجه الأمة، وفي نفس الوقت الرصيد الأقوى للمساهمة في رسم معالم الخمسين سنة المقبلة، ودور الحركة الطلابية فيها، واعتبر الخلفي الذي يتابع دراسته في أمريكا، أن العلم والأخلاق يشكلان بالنسبة لمنظمة التجديد الطلابي جوهر المستقبل الذي تريد. في السياق نفسه، قال الأستاذ امحمد الهلالي رئيس منظمة التجديد الطلابي بالنيابة، إن منظمة التجديد الطلابي تعتبر صرخة تجديدية ونبتة صالحة في وضع يطبعه الجمود والتصلب، وأضاف الهلالي في كلمته باسم المنظمة، إن منظمة التجديد الطلابي تؤسس لمسار جديد وإبداع حقيقي، ونفس حواري بين الطلاب ومحيطهم السياسيو الاجتماعي، واعتبر المسؤول الطلابي القيمة المضافة للمنتدى في دورته الثامنة، مقاربته من زاوية طلابية لمسار الاستقلال ونخبته، وإعادة الاعتبار لرجال الوطنية والجهاد، وفي مقدمتهم عبد الكريم الخطابي والمختار السوسي وعلال الفاسي وغيرهم، مؤكدا على ضرورة استمرار النفس الجهادي الذي بدأوه، وأيرز رئيس منظمة التجديد الطلابي على أهمية استلهام معاني التضحية التي بذلوها، أمام الهجمة الاستعمارية الجديدة التي تواجهها الأمة الإسلامية اليوم، مشددا على ضرورة الدعم المتواصل للمقاومة المستبصرة في العراق وفلسطين. واعتبر الهلالي منظمة التجديد الطلابي صوتا ضد الفساد والإفساد، على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، منددا باستمرار الاعتقال السياسي بالمغرب، مذكرا بالاعتقال التعسفي الظالم لعضوي المجلس الوطني للمنظمة، جمال التقي وعبد الصمد بن عباد، نتيجة وشاية مغرضة من عضو في حزب سياسي. وأكد الهلالي على أولوية النهوض بالجامعة في مشروع منظمة التجديد الطلابي، داعيا إلى إصلاح جامعي حقيقي، يكرس استقلالية الجامعة، ويؤهلها للنهوض بدورها التربوي والتنموي والحضاري. يذكر أن الجلسة الافتتاحية عرفت العديد من الكلمات لوفود طلابية من خارج المغرب، كالاتحاد الوطني الطلابي الحر بالجزائر، وممثل عن الاتحاد العام للطلبة المريتانيين المتدربين بالمغرب، وفصيل الحركة من أجل الأمة، وشبيبة العدالة والتنمية، وكذا الفنان المراكشي مسرور وفرقة البلابل الفنية من تمارة.