أحيل الأسبوع الماضي كل من الشيخ محمد الحسن بن الددو والدكتور المختار بن محمد موسى، والأستاذ محمد جميل بن منصور، إلى وكيل الجمهورية السيد محمد الغيث ولد اعمر، وذلك بتهمة فبركة صور والعمل على تشويه صورة موريتانيا في الخارج. وقد تضمن ملف قادة التيار الإسلامي، الإحالة الغيابية لعدد من النشطاء الحقوقيين والمعارضين المقيمين في الخارج، من أبرزهم، حسب توقعات بعض المراقبين، محمد بن المختار الشنقيطي، رئيس المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان والمقيم بأمريكا، والدكتور محمد عالي ولد لولى، الأمين العام للمرصد الموريتاني لحقوق الإنسان والمقيم في فرنسا، وأحمدو ولد الوديعه، مسؤول الإعلام بالمنبر الموريتاني للإصلاح والديمقراطية والمقيم في بلجيكا، وبدى ولد ابنو، الناطق باسم تجمع المعارضة الموريتانية في المنفى والمقيم في فرنسا. وكان قادة التيار الإسلامي قد اعتقلوا بعد نشر صور تكشف تعرض بعض المعتقلين في السجون الموريتانية للتعذيب وسوء المعاملة، وهي صور نفتها الحكومة الموريتانية واعتبرتها من فبركة التيار الإسلامي، إلا أن هذا الأخير نفى بشدة أي علاقة لقادته بتلك الصور. وفور إحالتهم، تجمع العشرات من المواطنين بشكل عفوي أمام قصر العدالة فور سماعهم نبأ مثول قادة التيار الإسلامي أمام وكيل جمهورية النظام، وكعادتها استقبلتهم الشرطة بالهراوات والعصي والغاز المسيل للدموع وهو ما نتج عنه إصابة عدد منهم باختناقات وجروح. وقال شهود عيان إن عددا من الجرحى سقطوا أثناء محاولة الشرطة تفريق العشرات من المتظاهرين أمام سجن نواكشوط المركزي، الذي أحيل إليه قادة التيار الإسلامي.وكان العشرات، معظمهم من النساء، قد تجمعوا أمام السجن المدني في انتظار إحالة الشيخ محمد الحسن ولد الددو وجميل ولد منصور والمختار ولد محمد موسى إلى قصر العدالة، إلا أن الشرطة تدخلت لإبعادهم وأطلقت عليهم وابلا من الغازات المسيلة للدموع أدى إلى إصابة عدة أشخاص بجروح من بينهم سيدتان نقلتا إلى المستشفى الوطني. وأكدت مصادر طبية أن السيدتين الشينه عولجتا في قسم الحالات المستعجلة من جروح معقدة أصيبتا بها جراء تعرضهن المباشر للغازات المسيلة للدموع. وقد أحدث قرار قاضي التحقيق إيداع زعماء التيار الإسلامي اليوم في السجن المدني مع سجناء الحق موجة عارمة من الاستنكار والاستياء، حتى داخل الأوساط المقربة من النظام. وعبر الكثير من الموريتانيين ممن مروا من أمام السجن المدني بينهم رموز كبار في الحزب الحاكم والنظام عن استهجانهم لهذا الإجراء الذي لا ينم إلا عن قصر نظر واستهتار بمشاعر العلماء والأئمة والمسلمين عامة. سيد أحمد ولد باب/نواكشوط