بدأت القصة في قرية صغيرة بمحافظة المينة في مصر منذ 65 سنة ، حين قرر العم عياد وهو رجل مسيحي أن يتخلى عن تعيينه الحكومي كمدرس ويتفرغ لتعليم أبناء قريته القرآن واللغة العربية والرياضيات . يتذكر جيدا هذا الرجل تفاصيل الذكريات البعيدة وهو يحكي كيف حفظ القرآن مع زملائه المسلمين في المدرسة . وكيف يجسد هذا التسامح في معاملته مع تلامذته إذ لا فرق يقول بين غني وفقير أو بين مسلم ومسيحي هنا يتعلمون جميعا ويكتسبون المعرفة . ومن ليس لديه الإمكانيات الكافية نجمع ونشتري له "الكراسة" . عمل العم العياد طوال هذه السنوات على ترسيخ معنى الاختلاف والتعايش والاحترام ، لدى أبناء قريته ولو كان هذا الأمر في مكان ضيق ، هكذا تجاوزت رسالة هذا الرجل حدود بيته الصغير وعلمت أبناء القرية كيفية التسامح بين الأديان .