أكد الأستاذ إسماعيل هنية عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن مهمة الفصائل الفلسطينية والشعب تتمثل في ثلاث محاور رئيسية، يأتي في مقدمتها استكمال مشروع التحرير والمقاومة، وأكد على وجوب ألا يوقف قطاع غزة نشاطاته في دعم المقاومة ومساندتها في الضفة الغربية، حتى لا تستفرد الحكومة الصهيونية بها، ومشدداً على ضرورة أن تتوحد الفصائل الفلسطينية بكافة أطيافها في خندق واحد لحماية الشعب الفلسطيني من خلاله. وأضاف هنية أن المهمة الثانية هي كيفية إعادة ما دمره الاحتلال، موضحاً أن هذه مسؤولية مشتركة بين جميع فصائل المقاومة، وشرائح المجتمع الفلسطيني بكافة أشكالها وتخصصاتها، مبينا ضرورة وأهمية هذه المشاركة. ووجه الأستاذ هنية دعوة إلى أصحاب رؤوس الأموال في الداخل والخارج، للمساهمة في البناء والتخفيف عن الشعب الفلسطيني. جاء ذلك خلال أمسية العيد "ليالي الرضوان" التي نظمتها رابطة مساجد الشيح رضوان في غزة يوم السبت الماضي (5/11)، بحضور عدد من أبرز قيادات حركة حماس، ومجلسي شورى وإدارة جماعة الإخوان المسلمين في حي الشيخ رضوان، وأعضاء الهيئة الإدارية للجماعة في الحي، إلى جانب عدد من وجهاء العائلات التي تقطن في الحي، وعدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية، هنأ فيها الأستاذ هنية الشعب الفلسطيني بالعيد. وأكد هنية أن يد حماس ممدوة لكل الشعب الفلسطيني، وقال "اليد التي قاومت، وطردت الاحتلال، قادرة على بناء وتعمير ما دمره الاحتلال"، مضيفاً أن ذلك يتطلب الشفافية والصبر والعدالة في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وفق ما تقتضيه مصلحة الشعب الفلسطيني. وتطرق هنية، إلى مهمة بناء المؤسسات السياسية للشعب الفلسطيني، وأوضح أن هذه المهمة يجب أن يلمسها الشعب في كافة مجالات الحياة، مؤكداً أن ذلك لن يحدث "إلا إذا رتب البيت الفلسطيني من الداخل". وقال: "إن حركة حماس مستعدة، لأن تمد يدها لكل حريص من أجل إعادة ترتيب البيت، على أسس سليمة، وتعزيز العدالة، وإنهاء حالة القهر الوظيفي السائدة بسبب الانتماء السياسي"، مشدداً على أن البيت الفلسطيني يتسع للجميع. وأكد هنية على ضرورة إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها المحدد في الخامس والعشرين من يناير المقبل، كخطوة عملية لإصلاح شامل. ولفت عضو القيادة السياسية لحركة حماس إلى أن هناك مؤامرة دولية تحاك ضد الشعب الفلسطيني، تترأسها أمريكا و(إسرائيل) ، وقال: "إن أمريكا تجعل من مقتل الحريري قميص عثمان، لضرب سوريا، والقضاء على سلاح المخيمات الفلسطينية اللبنانية، وسلاح المقاومة في فلسطين لخلق حرب أهلية تقضي على الجميع"، مؤكداً أن هذا الحراك السياسي، هو جسر لتمرير الأجندة الأمريكية التي تخدم الحركة الصهيونية. وأضاف قائلاً: "إن حماس ستعمل على تحييد السلاح الفلسطيني، وأن يكون هذا السلاح موجها لصدر الاحتلال"، وأكد أن "حماس ستعمل على تكريس لغة الحوار في حل الخلافات والنزاعات الداخلية"، مشددا على ضرورة أن "يخطو الجميع هذا النهج للحفاظ على الدم الفلسطيني". وقال هنية: إن هناك جملة من المسائل التي يجب مراجعتها بعد تحرير قطاع غزة، مشيراً إلى ضرورة أن يكون الانسحاب شاملاً، بحيث يتمتع الشعب الفلسطيني بحرية الحركة من وإلى القطاع. وأضاف عضو القيادة السياسية لحماس أن الوفد المصري الذي التقى به وفد من حركة حماس والسلطة الفلسطينية، أكد على أن معبر رفح سيعمل خلال فترة وجيزة، حيث سيسمح لكل من يحمل الهوية الفلسطينية أو الجواز الفلسطيني بالدخول والخروج دون إذن أو ترتيبات أمنية مسبقة، كما أكد على أن حرية المعابر هي شرط أساسي لاستكمال الانسحاب من قطاع غزة، وشدد هنية على أن حركة حماس لن تسمح بأن يكون القطاع سجناً كبيراً، وأن تتحكم الحكومة الصهيونية بالمياه والمعابر على حساب المقاومة وثمرة جهودها، وقال: إن غزة لن تكون أولاً وأخيراً كما يعتقد الكيان الصهيوني، و أن غزة هي خطوة أولى على طريق التحرير، وليس مقبرة للشعب الفلسطيني كما تعتقد الحكومة الصهيونية.